فصل: كَعْب بن مالك الأَنْصَارِيُّ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المسند الجامع ***


كَعْب بن مالك الأَنْصَارِيُّ

11252- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ قَائِدَ أَبِي حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَسَمِعَ الأَذَانَ، اسْتَغْفَرَ لأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ ابْنِ زُرَارَةَ، وَدَعَا لَهُ، فَمَكَثْتُ حِينًا أَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي‏:‏ وَاللهِ، إِنَّ ذَا لَعَجْزٌ، إِنِّي أَسْمَعُهُ كُلَّمَا سَمِعَ أَذَانَ الْجُمُعَةِ يَسْتَغْفِرُ لأَبِي أُمَامَةَ، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ، وَلاَ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ لِمَ هُوَ‏؟‏ فَخَرَجْتُ بِهِ كَمَا كُنْتُ أَخْرُجُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا سَمِعَ الأَذَانَ اسْتَغْفَرَ، كَمَا كَانَ يَفْعَلُ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ يَا أَبَتَاهُ، أَرَأَيْتَكَ صَلاَتَكَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ كُلَّمَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ بِالْجُمُعَةِ، لِمَ هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى بِنَا صَلاَةَ الْجُمُعَةِ، قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، فِي نَقِيعِ الْخَضَمَاتِ، فِي هَزْمٍ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ، قُلْتُ‏:‏ كَمْ كُنْتُمُ يَوْمَئِذٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَرْبَعِينَ رَجُلاً‏.‏ ق

أخرجه أبو داود ‏(‏1069‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا قُتَيْبَة بن سَعِيد، حدَّثنا ابن إِدْرِيس‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏1082 قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى بن خَلَف، أبو سَلَمَة، حدَّثنا عَبْد الأَعْلى‏.‏ و‏"‏ابن خزيمة‏"‏1724 قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن عِيسَى، حدَّثنا سَلَمَة، يَعْنِي ابن الفَضْل ‏(‏ح‏)‏ وحدَّثنا الفَضْل بن يَعْقُوب الجَزَرِي، حدَّثنا عَبْد الأَعْلى‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏ابن إِدْرِيس، وعَبْد الأَعْلى بن عَبْد الأَعْلى، وسَلَمَة‏)‏ عن مُحَمد بن إِسْحاق، عن مُحَمد بن أَبي أُمَامَة بن سَهْل بن حُنَيْف، عن أبيه أَبي أُمَامَة، عن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

في رواية سَلَمَة بن الفَضْل‏:‏ عن ابن كَعْب بن مالك ‏(‏لم يُسَمِّه‏.‏

***

11253- عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَأَوْسَ بْنَ الْحَدَثَانِ، فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَنَادَيَا‏:‏ أَنْ لاَ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ‏.‏

أخرجه أحمد 3/460 ‏(‏15886‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن سابق‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 374 قال‏:‏ أَخْبَرنا عَبْد الملك بن عَمْرو‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏3/153 ‏(‏2649‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، حدَّثنا مُحَمد بن سابق‏.‏ وفي ‏(‏2650‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثناه عَبْد بن حُمَيْد، حدَّثنا أبو عامر، عَبْد الملك بن عَمْرو‏.‏

كلاهما ‏(‏مُحَمد، وعَبْد الملك‏)‏ قالا‏:‏ حدَّثنا إبراهيم بن طَهْمَان، عن أَبي الزُّبَيْر، عن ابن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

***

11254- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏

كَانَ النَّاسُ فِي رَمَضَانَ، إِذَا صَامَ الرَّجُلُ فَأَمْسَى، فَنَامَ، حَرُمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالنِّسَاءُ، حَتَّى يُفْطِرَ مِنَ الْغَدِ، فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَقَدْ سَهِرَ عِنْدَهُ، فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَدْ نَامَتْ، فَأَرَادَهَا، فَقَالَتْ‏:‏ إِنِّي قَدْ نِمْتُ، قَالَ‏:‏ مَا نِمْتِ، ثُمَّ وَقَعَ بِهَا، وَصَنَعَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ مِثْلَ ذَلِكَ، فَغَدَا عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏{‏عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ‏}‏‏.‏

أخرجه أحمد 3/460 ‏(‏15888‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَتَّاب بن زِيَاد، قال‏:‏ أَخْبَرنا عَبْد الله، قال‏:‏ أَخْبَرنا ابن لَهِيعَة، قال‏:‏ حدَّثني مُوسَى بن جُبَيْر، مَوْلَى بني سَلَمَة، أنه سَمِعَ عَبْد الله بن كَعْب ابن مالك يُحدِّث، فذكره‏.‏

***

11255- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبٍ؛ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ، فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهْوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا، حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى‏:‏ يَا كَعْبُ، قَالَ‏:‏ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا، وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَيِ الشَّطْرَ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ قُمْ فَاقْضِهِ‏.‏ خ ‏(‏457‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ، يَعْنِي دَيْنًا، فَلَقِيَهُ فَلَزِمَهُ، فَتَكَلَّمَا حَتَّى ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ، فَمَرَّ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا كَعْبُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَقُولُ النِّصْفَ، فَأَخَذَ نِصْفًا مِمَّا عَلَيْهِ، وَتَرَكَ نِصْفًا‏.‏ س 8/244

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ، وَهُوَ مُلاَزِمٌ رَجُلاً، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، غَرِيمٌ لِي، وَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ يَأْخُذَ النِّصْفَ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَ الشَّطْرَ، وَتَرَكَ الشَّطْرَ‏.‏ ‏(‏27715‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ، وَهْوَ مُلاَزِمٌ رَجُلاً فِي أُوقِيَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ‏:‏ هَكَذَا أَيْ ضَعْ عَنْهُ الشَّطْرَ، قَالَ الرَّجُلُ‏:‏ نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ‏:‏ أَدِّ إِلَيْهِ مَا بَقِيَ مِنْ حَقِّهِ‏.‏ ‏(‏23242‏)‏

أخرجه أحمد 3/454 ‏(‏15858‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وَكِيع، حدَّثنا زَمْعَة، عن الزُّهْرِي‏.‏ وفي 3/460 ‏(‏15884‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حَسَن، قال‏:‏ حدَّثنا ابن لَهِيعَة، قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرحمن الأَعْرَج‏.‏ وفي 6/386 ‏(‏27715‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا سُرَيْج، وأبو جَعْفَر المَدَائِنِي، قالا‏:‏ حدَّثنا عَبَّاد، عن سُفْيان بن حُسَيْن، عن الزُّهْرِي‏.‏ وفي 6/390 ‏(‏27719‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، قال‏:‏ أَخْبَرنا يُونُس، عن الزُّهْرِي‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 377 قال‏:‏ أَخْبَرنا عُثْمان بن عُمَر، حدَّثنا يُونُس، عن الزُّهْرِي‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2587 قال‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، أَخْبَرنا يُونُس، عن الزُّهْرِي‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 1/123 ‏(‏457‏)‏ و3/160 ‏(‏2418‏)‏ و3/246 ‏(‏2710‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الله بن مُحَمد، قال‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، قال‏:‏ أَخْبَرنا يُونُس، عن الزُّهْرِي‏.‏ وقال البُخَاري عقب ‏(‏2710‏)‏‏:‏ وقال اللَّيْث، حدَّثني يُونُس، عن ابن شِهَاب‏.‏ وفي 1/127 ‏(‏471‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أحمد، قال‏:‏ حدَّثنا ابن وَهْب، قال‏:‏ أخبرني يُونُس بن يَزِيد، عن ابن شِهَاب‏.‏ وفي 3/161 ‏(‏2424‏)‏ و3/244 ‏(‏2706‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى بن بُكَيْر، حدَّثنا اللَّيْث، عن جَعْفَر بن ربَيِعَة، ‏(‏وقال غيرُهُ‏:‏ حدَّثني اللَّيث، قال‏:‏ حدَّثني جَعْفَر بن ربَيِعَة‏)‏، عن عَبْد الرحمن بن هُرْمُز‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏ 5/30 ‏(‏3986‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حَرْمَلة بن يَحيى، أَخْبَرنا عَبْد الله بن وَهْب، أخبرني يُونُس، عن ابن شِهَاب‏.‏ وفي ‏(‏3987‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثناه إِسْحاق بن إبراهيم، أَخْبَرنا عُثْمان بن عُمَر، أَخْبَرنا يُونُس، عن الزُّهْرِي‏.‏ وفي ‏(‏3988‏)‏ قال مُسْلم تعليقًا‏:‏ وروى اللَّيْث بن سَعْد، حدَّثني جَعْفَر بن ربَيِعَة، عن عَبْد الرحمن بن هُرْمُز‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏3595 قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن صالح، حدَّثنا ابن وَهْب، أخبرني يُونُس، عن ابن شِهَاب‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏2429 قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن يَحيى، ويَحيى بن حَكِيم، قالا‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، أنبأنا يُونُس بن يَزِيد، عن الزُّهْرِي‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏8/239، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏5927 قال‏:‏ أَخْبَرنا أبو داود، قال‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، قال‏:‏ أنبأنا يُونُس، عن الزُّهْرِي‏.‏ وفي 8/244، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏5934 قال‏:‏ أَخْبَرنا الرَّبِيع بن سُلَيْمان، قال‏:‏ حدَّثنا شُعَيْب بن اللَّيْث، عن أبيه، عن جَعْفَر بن ربَيِعَة، عن عَبْد الرحمن الأَعْرَج‏.‏

كلاهما ‏(‏ابن شِهَاب الزُّهْرِي، وعَبْد الرحمن الأَعْرَج‏)‏ عن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

في رواية زَمْعَة، عن الزُّهْرِي‏:‏ عن ابن كَعْب بن مالك، ولم يُسَمِّه‏.‏

أخرجه النَّسَائِي، في ‏"‏الكبرى‏"‏ 5928 قال‏:‏ أَخْبَرنا مُحَمد بن رافع، قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، قال‏:‏ حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، أن كَعْب بن مالك، مُرْسَلٌ‏.‏

***

11256- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ، فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا‏.‏ وم

أخرجه أحمد 6/386 ‏(‏27711‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا ابن نُمَيْر‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2034 قال‏:‏ حدَّثنا مُوسَى ابن خالد، حدَّثنا عِيسَى بن يُونُس‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏6/114 ‏(‏5346‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد الله بن نُمَيْر، حدَّثنا أَبي‏.‏

كلاهما ‏(‏عَبْد الله بن نُمَيْر، وعِيسَى‏)‏ عن هِشَام بن عُرْوَة، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد، أن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، أو عَبْد الله بن كَعْب أخبره، فذكره‏.‏

وأخرجه مُسْلم 6/114 ‏(‏5347‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثناه أبو كُرَيْب، حدَّثنا ابن نُمَيْر، حدَّثنا هِشَام، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد، أن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، وعَبْد الله بن كَعْب حدَّثاه، أو أحدهما، عن أبيه، كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏.‏ بِمِثْلِهِ‏.‏

وأخرجه أحمد 3/454 ‏(‏15856‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وَكِيع، قال‏:‏ حدَّثنا هِشَام بن عُرْوَة، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد ‏(‏ح‏)‏ وابن نُمَيْر، عن هِشَام، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد‏.‏ وفي ‏(‏15859‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرحمن، عن سُفْيان، عن سَعْد‏.‏ وفي 6/386 ‏(‏27709‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو مُعَاوِية، قال‏:‏ حدَّثنا هِشَام بن عُرْوَة، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2033 قال‏:‏ أَخْبَرنا مُحَمد بن عِيسَى، حدَّثنا أبو مُعَاوِية، عن هِشَام بن عُرْوَة، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد المدني‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏6/113 ‏(‏5344‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، وزُهَيْر بن حَرْب، ومُحَمد بن حاتم، قالوا‏:‏ حدَّثنا ابن مَهْدي، عن سُفْيان، عن سَعْد بن إبراهيم‏.‏ وفي ‏(‏5345‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى بن يَحيى، أَخْبَرنا أبو مُعَاوِية، عن هِشَام بن عُرْوَة، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏3848 قال‏:‏ حدَّثنا النُّفَيْلِي، حدَّثنا أبو مُعَاوِية، عن هِشَام بن عُرْوَة، عن عَبْد الرحمن بن سَعْد ‏(‏ت تم‏)‏137 قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن بَشَّار، حدَّثنا عَبْد الرحمن بن مَهْدي، عن سُفْيان، عن سَعْد بن إبراهيم‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏6719 قال‏:‏ أَخْبَرنا إِسْحاق بن مَنْصُور، قال‏:‏ أَخْبَرنا عَبْد الرحمن، عن سُفْيان، عن سَعْد بن إبراهيم‏.‏

كلاهما ‏(‏عَبْد الرحمن بن سَعْد، وسَعْد بن إبراهيم‏)‏ عن ابن كَعْب بن مالك، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ، وَلاَ يَمْسَحُ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا‏.‏ ‏(‏27709‏)‏

وفي رواية‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ، وَيَلْعَقُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يَمْسَحَهَا‏.‏ م ‏(‏5345‏)‏

وفي رواية‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ مِنَ الطَّعَامِ‏.‏ ‏(‏15859‏)‏ وس ك

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ طَعَامًا، فَلَعَقُ أَصَابِعَهُ‏.‏ ‏(‏15856‏)‏

وفي رواية‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ، ثُمَّ يَلْعَقُهُنَّ‏.‏ حب

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ ثَلاَثًا‏.‏ تم

قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ‏:‏ وروى غير مُحَمد بن بَشَّار هذا الحديث، قال‏:‏ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ‏.‏

وفي رواية سَعْد بن إبراهيم، عند التِّرْمِذِي في ‏"‏الشمائل‏"‏‏:‏ عن ابن لكَعْب بن مالك ‏(‏‏.‏

وأخرجه التِّرْمِذِي، في ‏"‏الشمائل‏"‏141 قال‏:‏ حدَّثنا هارون بن إِسْحاق الهَمْدَانِي، حدَّثنا عَبْدَة بن سُلَيْمان، عن هِشَام بن عُرْوَة، عن ابن لكَعْب بن مالك، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِأَصَابِعَهِ الثَّلاَثِ، ويَلْعَقُهُنَّ‏.‏

ليس فيه‏:‏ عَبْد الرحمن بن سَعْد‏.‏

***

11257- عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُمْ غَنَمٌ تَرْعَى بِسَلْعٍ، فَأَبْصَرَتْ جَارِيَةٌ لَنَا بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِنَا مَوْتًا، فَكَسَرَتْ حَجَرًا، فَذَبَحَتْهَا بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ لاَ تَأْكُلُوا، حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ أُرْسِلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَسْأَلُهُ، وَأَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَاكَ، أَوْ أَرْسَلَ، فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا‏.‏

قال عُبَيْدُ اللهِ‏:‏ فَيُعْجِبُنِي أَنَّهَا أَمَةٌ، وَأَنَّهَا ذَبَحَتْ‏.‏ خ ‏(‏2304‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ امْرَأَةً ذَبَحَتْ شَاةً بِحَجَرٍ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِأَكْلِهَا‏.‏ خ ‏(‏5504‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ امْرَأَةً ذَبَحَتْ شَاةً بِحَجَرٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا‏.‏ ق

وفي رواية‏:‏ أَنَّ جَارِيَةً لَهُمْ سَوْدَاءَ ذَكَّتْ شَاةً لَهُمْ بِمَرْوَةٍ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا‏.‏ ‏(‏15860‏)‏

أخرجه أحمد 3/454 ‏(‏15860‏)‏ و6/386 ‏(‏27710‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو مُعَاوِية، حدَّثنا حَجَّاج‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 3/130 ‏(‏2304‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إِسْحاق بن إبراهيم، سَمِعَ المُعْتَمِر، أنبأنا عُبَيْد الله‏.‏ قال البُخَارِي عَقِبَهُ‏:‏ تَابَعَهُ عَبْدَة، عن عُبَيْد الله‏.‏ وفي 7/119 ‏(‏5501‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن أَبي بَكْر، حدَّثنا مُعْتَمِر، عن عُبَيْد الله‏.‏ وفي ‏(‏5504‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا صَدَقَة، أَخْبَرنا عَبْدَة، عن عُبَيْد الله‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏3182 قال‏:‏ حدَّثنا هَنَّاد بن السَّرِيّ، حدَّثنا عَبْدَة بن سُلَيْمان، عن عُبَيْد الله‏.‏

كلاهما ‏(‏حَجَّاج بن أَرْطَاة، وعُبَيْد الله بن عُمَر‏)‏ عن نافع، عن ابن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

وأخرجه أحمد 2/12 ‏(‏4597‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا سُفْيان، حدَّثنا أَيُّوب، يَعْنِي ابن مُوسَى‏.‏ وفي 2/76 ‏(‏5464‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَزِيد بن هارون، حدَّثنا مُحَمد بن إِسْحَاق‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 7/119 ‏(‏5502‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُوسَى، حدَّثنا جُوَيْرِيَة‏.‏ وفي ‏(‏5504‏)‏ قال البُخَاري تعليقًا‏:‏ وقال اللَّيْث‏.‏

أربعتهم ‏(‏أَيُّوب بن مُوسَى، ومُحَمد بن إِسْحَاق، وجُوَيْرِيَة، واللَّيْث بن سَعْد‏)‏ عن نافع، عن رجلٍ من بني سَلَمَة أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ؛ أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، تَرْعَى غَنَمًا لَهُ، بِالْجُبَيْلِ الَّذِي بِالسُّوقِ، وَهْوَ بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا‏.‏ خ ‏(‏5502‏)‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ نَافِعٍ؛ سَمِعْتُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ، أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِسَلْعٍ، فَعَرَضَ لِشَّاةٍ مِنْهَا، فَخَافَتْ عَلَيْهَا، فَأَخَذَتْ لِخَافَةً مِنْ حَجَرٍ فَذَبَحَتْهَا بِهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا‏.‏ ‏(‏5464‏)‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ نَافِعٍ؛ سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ، أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِسَلْعٍ، بَلَغَ الْمَوْتُ شَاةً مِنْهَا، فَأَخَذَتْ ظُرَرَةً، فَذَكَّتْهَا بِهِ، فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا‏.‏ ‏(‏4597‏)‏

وأخرجه أحمد 3/454 ‏(‏15857‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا وَكِيع، عن أُسَامة بن زَيْد، عن الزُّهْرِي، عن ابن كَعْب بن مالك؛ أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِسَلْعٍ، فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ مِنْ شَائِهَا، فَأَدْرَكَتْهَا الرَّاعِيَةُ، فَذَكَّتْهَا بِمَرْوَةٍ، فَسَأَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا‏.‏

وصورته صورة المرسل‏.‏

وأخرجه مالك ‏"‏الموطأ‏"‏1406‏.‏ والبُخَارِي 7/119 ‏(‏5505‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إِسْمَاعِيل، قال‏:‏ حدَّثني مالك، عن نافع، عن رجلٍ من الأَنْصَار، عن مُعَاذ بن سَعْد، أو سَعْد بن مُعَاذ، أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ مِنْهَا، فَأَدْرَكَتْهَا فَذَبَحَتْهَا بِحَجَرٍ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ كُلُوهَا‏.‏ خ

***

11258- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَنْ عَادَ مَرِيضًا خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا‏.‏

وقد اسْتَنْقَعْتُمْ، إِنْ شَاءُ اللهُ، فِي الرَّحْمَةِ‏.‏

أخرجه أحمد 3/460 ‏(‏15890‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يُونُس، قال‏:‏ حدَّثنا أبو مَعْشَر، عن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ، قال‏:‏ دخل أبو بَكْر بن مُحَمد بن عَمْرو بن حَزْم على عُمَر بن الحَكَم بن ثَوْبَان، فقال‏:‏ يا أبا حَفْص، حدِّثنا حديثًا عن رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ليس فيه اختلاف، قال‏:‏ حدَّثني كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

***

11259- عَنْ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ أَلَمًا، فَلْيَضَعْ يَدَهُ حَيْثُ يَجِدُ أَلَمَهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ‏:‏ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ‏.‏

أخرجه أحمد 6/390 ‏(‏27721‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا هاشم، قال‏:‏ حدَّثنا أبو مَعْشَر، عن يَزِيد بن خُصَيْفَة، عن عَمْرو بن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

***

11260- عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ‏.‏

أخرجه التِّرْمِذِي ‏(‏2654‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو الأَشْعَث، أحمد بن المِقْدَام العِجْلِي البَصْرِي، حدَّثنا أُمَيَّة بن خالد، حدَّثنا إِسْحاق بن يَحيى بن طَلْحَة، حدَّثني ابن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

قال أبو عِيسَى التِّرْمِذيُّ‏:‏ هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفُهُ إلاَّ من هذا الوجه، وإِسْحَاق ابن يَحيى بن طَلْحَة ليس بذاك القَوِي عندهم، تُكُلِّم فيه من قِبَلِ حفظه‏.‏

***

11261- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى غَيْرَهَا وَكَانَ يَقُولُ الْحَرْبُ خُدْعَةٌ‏.‏

أخرجه أبو داود ‏(‏2637َ‏)‏ قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبيد، قال‏:‏ حدثنا ابن ثور، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره‏.‏

***

11262- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْلِ‏.‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَرَى فِي الشِّعْرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّمَا تَنْضَحُونَهُمْ بِالْنَّبْلِ‏.‏ حب ‏(‏4707‏)‏

أخرجه أحمد6/387 ‏(‏27716‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، قال‏:‏ أَخْبَرنا مَعْمَر، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، عن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

وأخرجه أحمد 3/460 ‏(‏15889‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا علي بن بَحْر، حدَّثنا عَبْد العَزِيز بن مُحَمد الدَّرَاوَرْدِي، عن مُحَمد بن عَبْد الله ابن أخي ابن شِهَاب، عن ابن شِهَاب، عن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

اهْجُوا بِالشِّعْرِ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، كَأَنَّمَا تَنْضَحُوهُمْ بِالنَّبْلِ‏.‏

وأخرجه أحمد 3/456 ‏(‏15877‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو اليَمَان، قال‏:‏ أَخْبَرنا شُعَيْب، عن الزُّهْرِي، قال‏:‏ حدَّثني عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك؛ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَكَيْفَ تَرَى فِيهِ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِه‏.‏

مرسل‏.‏

وأخرجه أحمد 3/456 ‏(‏15878 و15879‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو اليَمَان، قال‏:‏ أَخْبَرنا شُعَيْب، عن الزُّهْرِي، قال‏:‏ حدَّثني أبو بَكْر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هِشَام، أن مَرْوان بن الحَكَم أخبره، أَنَّ عَبْدَ الرحمن بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةٌ‏.‏

وَكَانَ بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَأَنَّمَا تَنْضَحُونَهُمْ بِالنَّبْلِ، فِيمَا تَقُولُونَ لَهُمْ مِنَ الشِّعْرِ‏.‏

***

11263- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَحَدَ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ يَهْجُو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَيُحَرِّضُ عَلَيْهِ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَأَهْلُهَا أَخْلاَطٌ، مِنْهُمُ الْمُسْلِمُونَ، وَالْمُشْرِكُونَ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ، وَالْيَهُودُ، وَكَانُوا يُؤْذُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَأَمَرَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، نَبِيَّهُ بِالصَّبْرِ وَالْعَفْوِ، فَفِيهِمْ أَنْزَلَ اللهُ‏:‏ ‏{‏وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏}‏ الآيَةَ، فَلَمَّا أَبَى كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ أَنْ يَنْزِعَ عَنْ أَذَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ رَهْطًا يَقْتُلُونَهُ، فَبَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَذَكَرَ قِصَّةَ قَتْلِهِ، فَلَمَّا قَتَلُوهُ فَزِعَتِ الْيَهُودُ وَالْمُشْرِكُونَ، فَغَدَوْا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ طُرِقَ صَاحِبُنَا فَقُتِلَ، فَذَكَرَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ يَقُولُ، وَدَعَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ كِتَابًا، يَنْتَهُونَ إِلَى مَا فِيهِ، فَكَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً صَحِيفَةً‏.‏

أخرجه أبو داود ‏(‏3000‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن يَحيى بن فارس، أن الحَكَم بن نافع حدَّثهم، قال‏:‏ أَخْبَرنا شُعَيْب، عن الزُّهْرِي، عن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

***

11264- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

إن أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ، تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ، أَوْ شَجَرِ الْجَنَّةِ‏.‏

إنمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ، يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ‏.‏ ‏(‏15870‏)‏

وفي رواية‏:‏ نَسَمَةُ الْمُؤْمِنُ طَائِرٌ، يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَرُدُهَا اللهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏ حب

أخرجه مالك ‏"‏الموطأ‏"‏643‏.‏ وأحمد 3/455 ‏(‏15870‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن إِدْرِيس، يَعْنِي الشَّافِعِي، عن مالك‏.‏ وفي ‏(‏15872‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، قال‏:‏ أَخْبَرنا يُونُس‏.‏ وفي ‏(‏24261‏)‏ و6/386 ‏(‏27708م‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن حُمَيْد، أبو سُفْيان، عن مَعْمَر‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏4271 قال‏:‏ حدَّثنا سُوَيْد بن سَعِيد، أنبأنا مالك بن أَنَس‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏4/108، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏2211 قال‏:‏ أَخْبَرنا قُتَيْبَة، عن مالك‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏مالك، ويُونُس، ومَعْمَر‏)‏ عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، عن عَبْد الرحمن ابن كَعْب بن مالك، أنه أخبره، فذكره‏.‏

في رواية مَعْمَر‏:‏ عن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب، عن كَعْب‏.‏

أخرجه أحمد 3/455 ‏(‏15868‏)‏‏.‏ وعَبْد بن حُمَيْد ‏(‏376‏)‏ كلاهما عن عَبْد الرَّزَّاق، قال‏:‏ حدَّثنا مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، قال‏:‏ قَالَتْ أُمُّ مُبَشِّرٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ شَاكٍ‏:‏ اقْرَأْ عَلَى ابْنِي السَّلاَمَ، تَعْنِى مُبَشِّرًا، فَقَالَ‏:‏ يَغْفِرُ اللهُ لَكِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إنمَا نَسَمَةُ الْمُسْلِمِ طَيْرٌ، تَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهَا اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

قالتْ‏:‏ صَدَقْتَ، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ‏.‏

في رواية عَبْد بن حُمَيْد‏:‏ ابن كَعْب بن مالك ‏(‏لم يُسَمِّه‏.‏

وأخرجه ابن ماجه ‏(‏1449‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن يَحْيَى، حدَّثنا يَزِيد بن هارون ‏(‏ح‏)‏ وحدَّثنا مُحَمد بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا المُحَارِبِي، جميعًا عن مُحَمد بن إِسْحاق، عن الحارث بن فُضَيل، عن الزُّهْري، عن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، عن أبيه، قال‏:‏ لَمَّا حَضَرَتْ كَعْبًا الْوَفَاةُ، أَتَتْهُ أُمُّ مُبَشِّرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرحمن، إِنْ لَقِيتَ فُلاَنًا فَاقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلاَمَ، قَالَ‏:‏ غَفَرَ اللهُ لَكِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ، نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكِ، قَالَتْ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرحمن، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏

إن أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ، تَعْلُقُ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ‏.‏

قال‏:‏ بَلَى، قَالَتْ‏:‏ فَهُوَ ذَاكَ‏.‏

لفظ الحُمَيْدِي‏:‏ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَتْ لَهُ أَمُّ مُبَشِّرٍ‏:‏ اقْرَأْ عَلَى مُبَشِّرٍ السَّلاَمَ، فَقَالَ لَهَا كَعْبٌ‏:‏ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ، أَهَكَذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ لاَ أَدْرِي، ضَعُفْتُ، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَقَالَ كَعْبٌ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إن نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ خُضْرٌ، تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ‏.‏

لفظ أحمد‏:‏ أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَائِرٍ خُضْرٍ، تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِةِ الْجَنَّةِ‏.‏

وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ‏:‏ نَسَمَةٌ تَعْلُقُ فِي ثَمَرَةٍ، أَوْ شَجَرِ، الْجَنَّةِ‏.‏

وأخرجه أحمد 3/455 ‏(‏15869‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا سَعْد بن إبراهيم، حدَّثنا أَبي، عن صالح، عن ابن شِهَاب، قال‏:‏ حدَّثني عَبْدُ الرحمن بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، أَنَّ كَعْبَ ابْنَ مَالِكٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ طَائِرٌ، تَعْلُقُ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللهُ‏.‏

وأخرجه أحمد 3/460 ‏(‏15885‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إبراهيم بن أَبي العَبَّاس، حدَّثنا أبو أُوَيْس، قال الزُّهْري‏:‏ أخبرني عَبْد الرحمن بن عَبْد الله الأَنْصَارِي، أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

إنمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ، يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهُ اللهُ، تَعَالَى، إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ‏.‏

أخرجه أحمد 3/456 ‏(‏15880‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو اليَمَان، قال‏:‏ أنبأنا شُعَيْب عن الزُّهْرِي، قال‏:‏ أَخْبَرنا عَبْدُ الرحمن بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، كَانَ يُحَدِّثُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

إنمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ، يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يُرْجِعَهَا اللهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ‏.‏

***

11265- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ كَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ، حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏

لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ، إِلاَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي قَدْ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهُ، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ، يُرِيدُونَ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهُمْ، عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ، وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلاَمِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا، وَكَانَ مِنْ خَبَرِي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي، حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَاللهِ مَا جَمَعْتُ قَبْلَهَا رَاحِلَتَيْنِ قَطُّ، حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا، وَاسْتَقْبَلَ عَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلاَ لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِمُ الَّذِي يُرِيدُ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرٌ، وَلاَ يَجْمَعُهُمْ كِتَابُ حَافِظٍ-

يُرِيدُ بِذَلِكَ الدِّيوَانَ- قَالَ كَعْبٌ‏:‏ فَقَلَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ، يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ سَيَخْفَى لَهُ، مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيٌ مِنَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَغَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْغَزْوَةَ، حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلاَلُ، فَأَنَا إِلَيْهَا أَصْعَرُ، فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، وَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ، فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، وَأَقُولُ فِي نَفْسِي‏:‏ أَنَا قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ إِذَا أَرَدْتُ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ يَتَمَادَى بِي، حَتَّى اسْتَمَرَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَادِيًا وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ يَتَمَادَى بِي حَتَّى أَسْرَعُوا، وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، فَيَالَيْتَنِي فَعَلْتُ، ثُمَّ لَمْ يُقَدَّرْ ذَلِكَ لِي، فَطَفِقْتُ، إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ، بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَحْزُنُنِي أَنِّي لاَ أَرَى لِي أُسْوَةً، إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ، أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ تَبُوكًا، فَقَالَ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ‏:‏ مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ، وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ‏:‏ بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللهِ، يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ، رَأَى رَجُلاً مُبَيِّضًا، يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ، فَإِذَا هُو أَبُو خَيْثَمَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ الَّذِي تَصَدَّقَ بِصَاعِ التَّمْرِ، حِينَ لَمَزَهُ الْمُنَافِقُونَ، فَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ تَوَجَّهَ قَافِلاً مِنْ تَبُوكَ، حَضَرَنِي بَثِّي، فَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ، وَأَقُولُ بِمَ أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا‏؟‏ وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ كُلَّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي، فَلَمَّا قِيلَ لِي‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، حَتَّى عَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَنْجُوَ مِنْهُ بِشَيْءٍ أَبَدًا، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ، وَصَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَادِمًا، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً، فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلاَنِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ، حَتَّى جِئْتُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ، تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ تَعَالَ، فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِي‏:‏ مَا خَلَّفَكَ‏؟‏ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي، وَاللهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلاً، وَلَكِنِّي، وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ، لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّى، لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللهِ، وَاللهِ مَا كَانَ لِي عُذْرٌ، وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي، حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِيكَ، فَقُمْتُ، وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي، فَقَالُوا لِي‏:‏ وَاللهِ مَا عَلِمْنَاكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًَا قَبْلَ هَذَا، لَقَدْ عَجَزْتَ فِي أَنْ لاَ تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِمَا اعْتَذَرَ بِهِ إِلَيْهِ الْمُخَلَّفُونَ، فَقَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ، اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ، قَالَ‏:‏ فَوَاللهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي، حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ‏:‏ هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي مِنْ أَحَدٍ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، لَقِيَهُ مَعَكَ رَجُلاَنِ، قَالاَ مِثْلَ مَا قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلَ مَا قِيلَ لَكَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَنْ هُمَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ مُرَارَةُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيُّ، وَهِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ، قَالَ‏:‏ فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ، قَدْ شِهدَا بَدْرًا، فِيهِمَا أُسْوَةٌ، قَالَ‏:‏ فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي، قَالَ‏:‏ وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلاَمِنَا، أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ، مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ، وَقَالَ‏:‏ تَغَيَّرُوا لَنَا، حَتَّى تَنَكَّرَتْ لِي فِي نَفْسِيَ الأَرْضُ، فَمَا هِيَ بِالأَرْضِ الَّتِى أَعْرِفُ، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا، وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلاَةَ، وَأَطُوفُ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي‏:‏ هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلاَمِ، أَمْ لاَ‏؟‏ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ، وَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلاَتِي نَظَرَ إِلَيَّ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا طَالَ ذَلِكَ عَلَيَّ مِنْ جَفْوَةِ الْمُسْلِمِينَ، مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَنْشُدُكَ بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمَنَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَفَاضَتْ عَيْنَايَ، وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ، إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ نَبَطِ أَهْلِ الشَّامِ، مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ‏:‏ مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ، حَتَّى جَاءَنِي فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، وَكُنْتُ كَاتِبًا فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ حِينَ قَرَأْتُهَا‏:‏ وَهَذِهِ أَيْضًا مِنَ الْبَلاَءِ، فَتَيَامَمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهَا بِهَا، حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ مِنَ الْخَمْسِينَ، وَاسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينِي، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ أُطَلِّقُهَا، أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، بَلِ اعْتَزِلْهَا فَلاَ تَقْرَبَنَّهَا، قَالَ‏:‏ فَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَيَّ بِمِثْلِ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي‏:‏ الْحَقِي بِأَهْلِكِ، فَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِي هَذَا الأَمْرِ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ لَهُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ، لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبَنَّكِ، فَقَالَتْ‏:‏ إِنَّهُ وَاللهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ، وَوَاللهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي‏:‏ لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَتِكَ، فَقَدْ أَذِنَ لاِمْرَأَةِ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ لاَ أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يُدْرِينِي مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، قَالَ‏:‏ فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ، فَكَمُلَ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً، مِنْ حِينَ نُهِيَ عَنْ كَلاَمِنَا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ صَبَاحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِى ذَكَرَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، مِنَّا، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى سَلْعٍ، يَقُولُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‏:‏ يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، أَبْشِرْ، قَالَ‏:‏ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ، قَالَ‏:‏ فَآذَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا، حِينَ صَلَّى صَلاَةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، فَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ رَجُلٌ إِلَيَّ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ قِبَلِي، وَأَوْفَى الْجَبَلَ، فَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي، فَنَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُمَا إِيَّاهُ بِبِشَارَتِهِ، وَاللهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، فَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنِّئُونِي بِالتَّوْبَةِ، وَيَقُولُونَ‏:‏ لِتَهْنِئْكَ تَوْبَةُ اللهِ عَلَيْكَ، حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ، حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، وَاللهِ مَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، قَالَ‏:‏ فَكَانَ كَعْبٌ لاَ يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، قَالَ كَعْبٌ‏:‏ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَيَقُولُ‏:‏ أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لاَ، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، قَالَ‏:‏ وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَا لِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِيَ الَّذِي بِخَيْبَرَ، قَالَ‏:‏ وَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ إِنَّمَا أَنْجَانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقًا مَا بَقِيتُ، قَالَ‏:‏ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلاَهُ اللهُ، فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ، مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى يَوْمِي هَذَا، أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلاَنِي اللهُ بِهِ، وَاللهِ، مَا تَعَمَّدْتُ كَذْبَةً مُنْذُ قُلْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِيَ اللهُ فِيمَا بَقِيَ، قَالَ‏:‏ فَأَنْزَلَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ‏.‏ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ‏}‏ حَتَّى بَلَغَ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ‏}‏ قَالَ كَعْبٌ‏:‏ وَاللهِ، مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ، بَعْدَ إِذْ هَدَانِي اللهُ لِلإِسْلاَمِ، أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ لاَ أَكُونَ كَذَبْتُهُ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا، إِنَّ اللهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا، حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ، شَرَّ مَا قَالَ لأَحَدٍ، وَقَالَ اللهُ‏:‏ ‏{‏سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ‏.‏ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ‏}‏ قَالَ كَعْبٌ‏:‏ كُنَّا خُلِّفْنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ حَلَفُوا لَهُ، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَنَا، حَتَّى قَضَى اللهُ فِيهِ، فَبِذَلِكَ قَالَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا‏}‏ وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ مِمَّا خُلِّفْنَا، تَخَلُّفَنَا عَنِ الْغَزْوِ، وَإِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا، وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا، عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ، وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَ مِنْهُ‏.‏ م ‏(‏7116‏)‏

وفي رواية‏:‏ إنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا هَمَّ بِبَنِي الأَصْفَرِ أَنْ يَغْزُوَهُمْ، جَلَّى لِلنَّاسِ أَمْرَهُمْ، وَكَانَ قَلَّمَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّى عَنْهَا بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتِ الْغَزْوَةُ، فَاسْتَقْبَلَ حَرًّا شَدِيدًا، وَسَفَرًا وَعَدُوًّا جَدِيدًا، فَكَشَفَ لِلنَّاسِ الْوَجْهَ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِمْ إِلَيْهِ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَجَهَّزَ النَّاسُ مَعَهُ، وَطَفِقْتُ أَغْدُو لأَتَجَهَّزَ، فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، حَتَّى فَرَغَ النَّاسُ، وَقِيلَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَادٍ وَخَارِجٌ إِلَى وُجْهَةٍ، فَقُلْتُ‏:‏ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ، أَوْ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ أُدْرِكُهُمْ، وَعَنْدِي رَاحِلَتَانِ، مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي رَاحِلَتَانِ قَطُّ قَبْلَهُمَا، فَأَنَا قَادِرٌ فِي نَفْسِي، قَوِيٌّ بِعُدَّتِي، فَمَا زِلْتُ أَغْدُو بَعْدَهُ وَأَرْجِعُ، وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، حَتَّى أَمْعَنَ الْقَوْمُ وَأَسْرَعُوا، وَطَفِقْتُ أَغْدُو لِلْحَدِيثِ، وَشَغَلَنِي الرَّحَّالُ، فَأَجْمَعْتُ الْقُعُودَ حَتَّى سَبَقَنِي الْقَوْمُ، وَطَفِقْت أَغْدُو فَلاَ أَرَى إِلاَّ سَيِّئَ، لاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ، أَوْ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ، فَيُحْزِنُنِي ذَلِكَ، فَطَفِقْتُ أَعُدُّ الْعُذْرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَ وَأُهَيِّئُ الْكَلاَمَ، وَقَدَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَلاَّ يَذْكُرَنِي، حَتَّى نَزَلَ تَبُوكَ، فَقَالَ‏:‏ فِي النَّاسِ بِتَبُوكَ، وَهُوَ جَالِسٌ‏:‏ مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ‏؟‏ فَقَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، فَقَالَ‏:‏ شَغَلَهُ بُرْدَاهُ، وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ، يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا، فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قِيلَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلَ، وَمَا كُنْتُ أَجْمَعُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْعُذْرِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَنْ يُنْجِيَنِي مِنْهُ إِلاَّ الصِّدْقُ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ، وَصَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَقَدِمَ، فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ فِي النَّاسِ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ دَعَانِي، فَقَالَ‏:‏ هَلُمَّ يَا كَعْبُ، مَا خَلَّفَك عَنِّي‏؟‏ وَتَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، لاَ عُذْرَ لِي، مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى، وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، وَقَدْ جَاءَهُ الْمُتَخَلِّفُونَ يَحْلِفُونَ، فَيُقْبَلُ مِنْهُمْ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ فِي ذَلِكَ إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمَّا صَدَقْتُهُ، قَالَ‏:‏ أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِيكَ مَا هُوَ قَاضٍ، فَقُمْتُ، فَقَامَ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالُوا‏:‏ وَاللهِ، مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، وَاللهِ، إِنْ كَانَ لَكَافِيكَ مِنْ ذَنْبِكَ الَّذِي أَذْنَبْتَ، اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ، كَمَا صَنَعَ ذَلِكَ لِغَيْرِكَ، فَقَدْ قَبِلَ مِنْهُمْ عُذْرَهُمْ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، فَمَا زَالُوا يَلُومُونَنِي، حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ‏:‏ هَلْ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ أَحَدٌ، أَوْ اعْتَذَرَ بِمِثْلِ مَا اعْتَذَرْتُ بِهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قُلْتُ‏:‏ مَنْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ، وَمُرَارَةُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيُّ، وَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، قَدْ اعْتَذَرَا بِمِثْلِ الَّذِي اعْتَذَرْتُ بِهِ، وَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ الَّذِي قِيلَ لِي، قَالَ‏:‏ وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلاَمِنَا، فَطَفِقْنَا نَغْدُو فِي النَّاسِ، لاَ يُكَلِّمُنَا أَحَدٌ، وَلاَ يُسَلِّمُ عَلَيْنَا أَحَدٌ، وَلاَ يَرُدُّ عَلَيْنَا سَلاَمًا، حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً، جَاءَنَا رَسُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنِ اعْتَزِلُوا نِسَاءَكُمْ، فَأَمَّا هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ لَهُ‏:‏ إِنَّهُ شَيْخٌ قَدْ ضَعُفَ بَصَرُهُ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَصْنَعَ لَهُ طَعَامَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبَنَّكِ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّهُ وَاللهِ، مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ، وَاللهِ، مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِ هَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي‏:‏ لَوْ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَتِكَ، كَمَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَقَدْ أَذِنَ لَهَا أَنْ تَخْدِمَهُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللهِ، لاَ أَسْتَأْذِنُهُ فِيهَا، وَمَا أَدْرِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنِ اسْتَأْذَنْتُهُ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي‏:‏ الْحَقِي بِأَهْلِكِ، حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ مَا هُوَ قَاضٍ، وَطَفِقْنَا نَمْشِي فِي النَّاسِ، وَلاَ يُكَلِّمُنَا أَحَدٌ، وَلاَ يَرُدُّ عَلَيْنَا سَلاَمًا، قَالَ‏:‏ فَأَقْبَلْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارًا لاِبْنِ عَمٍّ لِي فِي حَائِطِهِ، فَسَلَّمْتُ، فَمَا حَرَّك شَفَتَيْهِ يَرُدُّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ‏:‏ أُنْشِدُكَ بِاللهِ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ‏؟‏ فَمَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً، ثُمَّ عُدْتُ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ، قَالَ‏:‏ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَخَرَجْتُ، فَإِنِّي لأَمْشِي فِي السُّوقِ، إِذَا النَّاسُ يُشِيرُونَ إِلَيَّ بِأَيْدِيهِمْ، وَإِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ نَبَطِ الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِّي، فَطَفِقُوا يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ، حَتَّى جَاءَنِي، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ بَعْضِ قَوْمِي بِالشَّامِ، أَنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا مَا صَنَعَ بِكَ صَاحِبُكَ، وَجَفْوَتُهُ عَنْكَ، فَالْحَقْ بِنَا، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْكَ بِدَارِ هَوَانٍ، وَلاَ دَارِ مَضْيَعَةٍ، نُوَاسِكَ فِي أَمْوَالِنَا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ إِنَّا ِللهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، قَدْ طَمِعَ فِيَّ أَهْلُ الْكُفْرِ، فَيَمَّمْتُ بِهِ تَنُّورًا فَسَجَرْتُهُ بِهِ، فَوَاللهِ إِنِّي لَعَلَى تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي قَدْ ذَكَرَ اللهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَضَاقَتْ عَلَيْنَا أَنْفُسُنَا، صَاحِبَةُ خَمْسِينَ لَيْلَةً مِنْ نَهْيٍ عَنْ كَلاَمِنَا، أُنْزِلَتْ التَّوْبَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ آذَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا، حِينَ صَلَّى الْفَجْرَ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، وَرَكَضَ رَجُلٌ إِلَيَّ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَأَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ الْفَرَسِ، فَنَادَى‏:‏ يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، أَبْشِرْ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ حَصَصْتُ لَهُ ثَوْبَيْنِ بِبُشْرَاهُ، وَوَاللهِ مَا أَمْلِكُ يَوْمَئِذٍ ثَوْبَيْنِ غَيْرَهُمَا، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ، فَخَرَجْتُ قِبَلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيَنِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنِّئُونَنِي بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيَّ، حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَقَامَ إِِلَيَّ طَلْحَةُ ابْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ، حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، مَا قَامَ إِلَيَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، فَكَانَ كَعْبٌ لاَ يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، كَانَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَذَلِكَ، فَنَادَانِي‏:‏ هَلُمَّ يَا كَعْبُ، أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَمِنْ عَنْدِ اللهِ، أَمْ مِنْ عَنْدِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، بَلْ مِنْ عَنْدِ اللهِ، إِنَّكُمْ صَدَقْتُمْ اللهَ فَصَدَّقَكُمْ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ إِِنَّ مِنْ تَوْبَتِي الْيَوْمَ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ مَا لِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، قُلْتُ‏:‏ أُمْسِكُ سَهْمِي بِخَيْبَرَ، قَالَ كَعْبٌ‏:‏ فَوَاللهِ مَا أَبْلَى اللهُ رَجُلاً فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مَا أَبْلاَنِي‏.‏ ش ‏(‏36996‏)‏

وفي رواية‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَلَّمَا يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا، إِلاَّ وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، اسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا، وَاسْتَقْبَلَ غَزْوَ عَدُوٍ كَثِيرٍ، فَجَلاَ لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، أَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ‏.‏ ‏(‏15874‏)‏

وفي رواية‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَهْوَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، أَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ، غَيْرَ غَزْوَتَيْنِ، غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ، وَغَزْوَةِ بَدْرٍ، قَالَ‏:‏ فَأَجْمَعْتُ صِدْقَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، وَكَانَ قَلَّمَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلاَّ ضُحًى، وَكَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ، فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلاَمِي وَكَلاَمِ صَاحِبَيَّ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْ كَلاَمِ أَحَدٍ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ غَيْرِنَا، فَاجْتَنَبَ النَّاسُ كَلاَمَنَا، فَلَبِثْتُ كَذَلِكَ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ الأَمْرُ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ، فَلاَ يُصَلِّي عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ يَمُوتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَكُونَ مِنَ النَّاسِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، فَلاَ يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَلاَ يُصَلِّي عَلَيَّ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَوْبَتَنَا عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ بَقِيَ الثُّلُثُ الآخِرُ مِنَ اللَّيْلِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً فِي شَأْنِي، مَعْنِيَّةً فِي أَمْرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا أُمَّ سَلَمَةَ، تِيبَ عَلَى كَعْبٍ، قَالَتْ‏:‏ أَفَلاَ أُرْسِلُ إِلَيْهِ فَأُبَشِّرَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذًا يَحْطِمَكُمُ النَّاسُ، فَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ، حَتَّى إِذَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْفَجْرِ، آذَنَ بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا، وَكَانَ إِذَا اسْتَبْشَرَ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنَ الْقَمَرِ، وَكُنَّا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ خُلِّفُوا عَنِ الأَمْرِ الَّذِي قُبِلَ مِنْ هَؤُلاَءِ الَّذِين اعْتَذَرُوا، حِينَ أَنْزَلَ اللهُ لَنَا التَّوْبَةَ، فَلَمَّا ذُكِرَ الَّذِينَ كَذَبُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ، وَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ، ذُكِرُوا بِشَرِّ مَا ذُكِرَ بِهِ أَحَدٌ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ‏:‏ ‏{‏يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لاَ تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ‏}‏ الآيَةَ‏.‏ خ ‏(‏4677‏)‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فِي قِصَّتِهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي إِلَى اللهِ، أَنْ أَخْرُجَ مِنْ مَا لِي كُلِّهِ إِلَى اللهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ صَدَقَةً، قَالَ‏:‏ لاَ، قُلْتُ‏:‏ فَنِصْفَهُ، قَالَ‏:‏ لاَ، قُلْتُ‏:‏ فَثُلُثَهُ‏.‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قُلْتُ‏:‏ فَإِنِّي سَأُمْسِكُ سَهْمِي مِنْ خَيْبَرَ‏.‏ د ‏(‏3321‏)‏

أخرجه أحمد 3/456 ‏(‏15874‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَتَّاب بن زِيَاد، قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الله، قال‏:‏ أَخْبَرنا يُونُس‏.‏ وفي ‏(‏15882‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَعْقُوب بن إبراهيم، حدَّثنا ابن أخي الزُّهْرِي، مُحَمد بن عَبْد الله‏.‏ وفي 3/459 ‏(‏15883‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حَجَّاج، قال‏:‏ حدَّثنا لَيْث بن سَعْد، قال‏:‏ حدَّثني عُقَيْل بن خالد‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 4/9 ‏(‏2757‏)‏ و4/58 ‏(‏2947‏)‏ و4/229 ‏(‏3556‏)‏ و5/69 ‏(‏3889‏)‏ و5/92 ‏(‏3951‏)‏ و6/3 ‏(‏4418‏)‏ و6/86 ‏(‏4673‏)‏ و6/89 ‏(‏4678‏)‏ و8/70 ‏(‏6255‏)‏ و9/102 ‏(‏7225‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى بن بُكَيْر، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل‏.‏ وفي 5/69 ‏(‏3889م‏)‏ و6/87 ‏(‏4676‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن صالح، حدَّثنا عَنْبَسَة، حدَّثنا يُونُس‏.‏ وفي 6/87 ‏(‏4676‏)‏ و8/175 ‏(‏6690‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن صالح، قال‏:‏ حدَّثني ابن وَهْب، قال‏:‏ أخبرني يُونُس‏.‏ وفي 6/88 ‏(‏4677‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني مُحَمد، حدَّثنا أحمد بن أَبي شُعَيْب، حدَّثنا مُوسَى بن أَعْيَن، حدَّثنا إِسْحَاق بن راشد ‏"‏الأدب المفرد‏"‏ 944 قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الله بن صالح، قال‏:‏ حدَّثني اللَّيْث، قال‏:‏ حدَّثني عُقَيْل‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏8/105 ‏(‏7116‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني أبو الطَّاهِر، أحمد بن عَمْرو بن عَبْد الله بن عَمْرو بن سَرْح، مَوْلَى بني أُمَيَّة، أخبرني ابن وَهْب، أخبرني يُونُس‏.‏ وفي 8/112 ‏(‏7117‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثني ه مُحَمد بن رافع، حدَّثنا حُجَيْن بن المُثَنَّى، حدَّثنا اللَّيْث، عن عُقَيْل‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏2202 و3317 قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، وسُلَيْمان بن داود، قالا‏:‏ أَخْبَرنا ابن وَهْب، أخبرني يُونُس‏.‏ وفي ‏(‏2773 و4600‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا ابن السَّرْح، أَخْبَرنا ابن وَهْب، أخبرني يُونُس‏.‏ وفي ‏(‏3321‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن يَحيى، حدَّثنا حَسَن بن الرَّبِيع، حدَّثنا ابن إِدْرِيس، قال‏:‏ قال ابن إِسْحاق‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏2/53 و6/152 و7/22، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏812 و4747 و5586 و8724 قال‏:‏ أَخْبَرنا سُلَيْمان بن داود، قال‏:‏ حدَّثنا ابن وَهْب، عن يُونُس‏.‏ وفي 6/153، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏5587 و8728 قال‏:‏ أخبرني مُحَمد بن جَبَلَة، ومُحَمد بن يَحيى بن مُحَمد، قالا‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن مُوسَى بن أَعْيَن، قال‏:‏ حدَّثنا أَبي، عن إِسْحاق بن راشد‏.‏ وفي 6/153 و7/23، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏4748 و5588 و8725 و11168 قال‏:‏ أَخْبَرنا يُوسُف بن سَعِيد، قال‏:‏ حدَّثنا حَجَّاج بن مُحَمد، قال‏:‏ حدَّثنا اللَّيْث بن سَعْد، قال‏:‏ حدَّثني عُقَيْل‏.‏

خمستهم ‏(‏يُونُس، وابن أخي الزُّهْرِي، وعُقَيْل، وإِسْحاق ابن راشد، ومُحَمد بن إِسْحاق‏)‏ عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، قال‏:‏ فأخبرني عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، أن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

في رواية النَّسَائِي 7/22، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏4747 و8724‏:‏عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك‏.‏

الروايات جاءت مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة‏.‏

أخرجه أحمد 3/455 ‏(‏15867‏)‏ و6/386 ‏(‏27714‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، وابن بَكْر‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 1520 قال‏:‏ حدَّثنا أبو الوَلِيد الطَّيَالِسِي، أَخْبَرنا أبو عاصم‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 4/94 ‏(‏3088‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو عاصم‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏2/156 ‏(‏1606‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا الضَّحَّاك، يَعْنِي أبا عاصم ‏(‏ح‏)‏ وحدَّثني محمود بن غَيْلان، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏2781 قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن المُتَوَكِّل العَسْقَلاَنِي، والحَسَن بن علي، قالا‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏8723 قال‏:‏ أَخْبَرنا عَمْرو بن علي، قال‏:‏ حدَّثنا أبو عاصم‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏عَبْد الرَّزَّاق، ومُحَمد بن بَكْر، وأبو عاصم‏)‏ قالوا‏:‏ أَخْبَرنا ابن جُرَيْج، أخبرني ابن شِهَاب، أن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب أخبره، عن أبيه عَبْد الله بن كَعْب، وعن عَمِّه عُبَيْد الله بن كَعْب، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلاَّ نَهَارًا، فِي الضُّحَى، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ‏.‏ م

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ضُحًى، دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ‏.‏ خ ‏(‏3088‏)‏

في مسند أحمد ‏(‏15867‏)‏‏:‏ وقال ابن بَكْر في حديثه‏:‏ عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب، عن أبيه عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، عن عَمِّه‏.‏

وأخرجه أبو داود ‏(‏3318‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن صالح‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏7/22، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏4765 قال‏:‏ حدَّثنا يُونُس بن عَبْد الأَعْلى‏.‏ و‏"‏ابن خزيمة‏"‏2442 قال‏:‏ أخبرني مُحَمد بن عَبْد الله بن عَبْد الحَكَم ‏(‏ح‏)‏ وأخبرنا يُونُس‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏أحمد، ويُونُس، ومُحَمد‏)‏ عن عَبْد الله بن وَهْب، قال‏:‏ أخبرني يُونُس بن يَزِيد، عن ابن شِهَاب، قال‏:‏ أخبرني عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ تِيبَ عَلَيْهِ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَنْخَلِعُ مِنْ مَا لِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ‏.‏ س

ليس فيه‏:‏ عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب‏.‏

قال أبو عَبْد الرحمن النَّسَائِي‏:‏ يُشبه أن يكون الزُّهْرِي سَمِعَ هذا الحديث من عَبْد الله ابن كَعْب، ومن عَبْد الرحمن عنه، في هذا الحديث الطَّويل تَوْبَةُ كَعْبٍ‏.‏

وأخرجه أحمد 6/390 ‏(‏27718‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى بن آدم، قال‏:‏ حدَّثنا ابن مُبَارك، عن مَعْمَر، ويُونُس‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 4/59 ‏(‏2948‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني أحمد بن مُحَمد، أَخْبَرنا عَبْد الله، أَخْبَرنا يُونُس‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏6/152، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏5585 قال‏:‏ أَخْبَرنا مُحَمد بن حاتم بن نُعَيْم، قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن مَكِّي بن عِيسَى، قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الله، قال‏:‏ حدَّثنا يُونُس‏.‏ وفي ‏"‏الكبرى‏"‏ 8734 قال‏:‏ أخبرني إبراهيم بن الحَسَن، قال‏:‏ حدَّثنا حَجَّاج، قال ابن جُرَيْج‏:‏ أخبرني مَعْمَر‏.‏

كلاهما ‏(‏مَعْمَر، ويُونُس‏)‏ عن الزُّهْرِي، قال‏:‏ أخبرني عَبْد الرحمن بن عَبْد اللهِ بن كَعْب ابن مالك، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَلَّمَا يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا، إِلاَّ وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا، وَاسْتَقْبَلَ غَزْوَ عَدُوٍّ كَثِيرٍ، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ‏.‏ خ ‏(‏2948‏)‏

ليس فيه‏:‏ عَبْد الله بن كَعْب‏.‏

وفي رواية‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ شِقَّةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ فِيهِ‏.‏ ‏(‏27718‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ‏.‏ س ك ‏(‏8734‏)‏

وأخرجه أحمد 3/454 ‏(‏15862‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا ابن جُرَيْج، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ لَمَّا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللهَ لَمْ يُنْجِنِي إِلاَّ بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي إِلَى اللهِ، أَنْ لاَ أَكْذِبَ أَبَدًا، وَإِنَّي أَنْخَلِعُ مِنْ مَا لِي صَدَقَةً ِللهِ، تَعَالَى، وَرَسُولِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ‏:‏ فَإِنِّي أَمْسِكُ سَهْمِي مِنْ خَيْبَرَ‏.‏

لم يقل فيه‏:‏ عن كَعْب بن مالك‏.‏

وأخرجه أحمد 3/455 ‏(‏15865‏)‏ و6/387 ‏(‏27717‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، قال‏:‏ حدَّثنا مَعْمَر‏.‏ وفي 3/455 ‏(‏15866‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عْلي بن إِسْحاق، قال‏:‏ أَخْبَرنا عَبْد الله، قال‏:‏ أَخْبَرنا مَعْمَر‏.‏ وفي 3/456 ‏(‏15873‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، قال‏:‏ حدَّثنا يُونُس‏.‏ وفي ‏(‏15881‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عامر بن صالح، قال‏:‏ حدَّثني يُونُس بن يَزِيد‏.‏ وفي 6/386 ‏(‏27712‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو أُسَامة، قال‏:‏ أَخْبَرنا ابن جُرَيْج‏.‏ وفي ‏(‏27717‏)‏ قال‏:‏ حدَّثناه أبو سُفْيان، عن مَعْمَر‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 375 قال‏:‏ أَخْبَرنا عُثْمان بن عُمَر، أَخْبَرنا يُونُس‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2436 قال‏:‏ حدَّثنا عُثْمان بن عُمَر، أَخْبَرنا يُونُس‏.‏ وفي ‏(‏2450‏)‏ قال‏:‏ أَخْبَرنا مُحَمد بن يَزِيد الحِزَامِي، حدَّثنا ابن المُبَارك، عن مَعْمَر‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 4/59 ‏(‏2949‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني أحمد بن مُحَمد، أَخْبَرنا عَبْد الله، عن يُونُس‏.‏ وفي ‏(‏2950‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني عَبْد الله بن مُحَمد، حدَّثنا هِشَام، أَخْبَرنا مَعْمَر‏.‏ و‏"‏أبو داود‏"‏2605 قال‏:‏ حدَّثنا سَعِيد بن مَنْصُور، حدَّثنا عَبْد الله ابن المُبَارك، عن يُونُس بن يَزِيد‏.‏ وفي ‏(‏2637‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن عُبَيْد، حدَّثنا ابن ثَوْر، عن مَعْمَر‏.‏ و‏"‏ابن ماجه‏"‏1393 قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن يَحيى، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، عن مَعْمَر‏.‏ و‏"‏التِّرمِذي‏"‏3102 قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد بن حُمَيْد، أَخْبَرنا عَبْد الرَّزَّاق، أَخْبَرنا مَعْمَر‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏6/154، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏5590 قال‏:‏ أخبرني مُحَمد بن عَبْد الأَعْلى، قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد، وهو ابن ثَوْر، عن مَعْمَر‏.‏ وفي ‏"‏الكبرى‏"‏ 8736 قال‏:‏ أَخْبَرنا سُلَيْمان بن داود، عن ابن وَهْب، قال‏:‏ أخبرني يُونُس‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏مَعْمَر، ويُونُس، وابن جُرَيْج‏)‏ عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏

لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، إِلاَّ بَدْرًا، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، إِنَّمَا خَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغَوِّثِينَ لِعِيرِهِمْ، فَالْتَقَوْا عَنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ، كَمَا قَالَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، وَلَعَمْرِي إِنَّ أَشْرَفَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ لَبَدْرٌ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ شَهِدْتُهَا مَكَانَ بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، حَيْثُ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلاَمِ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ بَعْدُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَآذَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ بِالرَّحِيلِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ طَابَ الظِّلاَلُ، وَطَابَتِ الثِّمَارُ، وَكَانَ قَلَّمَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّى غَيْرَهَا ‏(‏وَقَالَ يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ‏:‏ إِلاَّ وَرَّى بِغَيْرِهَا‏)‏، ‏(‏حَدَّثَنَاهُ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ فِيهِ‏:‏ وَرَّى غَيْرَهَا‏)‏، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَكَانَ يَقُولُ‏:‏ الْحَرْبُ خَدْعَةٌ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَنْ يَتَأَهَّبَ النَّاسُ أُهْبَةً، وَأَنَا أَيْسَرُ مَا كُنْتُ، قَدْ جَمَعْتُ رَاحِلَتَيْنِ، وَأَنَا أَقْدَرُ شَيْءٍ فِي نَفْسِي عَلَى الْجِهَادِ، وَخِفَّةِ الْحَاذِ، وَأَنَا فِي ذَلِكَ أَصْغُو إِلَى الظِّلاَلِ، وَطِيبِ الثِّمَارِ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَادِيًا بِالْغَدَاةِ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، فَأَصْبَحَ غَادِيًا، فَقُلْتُ‏:‏ أَنْطَلِقُ غَدًا إِلَى السُّوقِ، فَأَشْتَرِي جَهَازِي، ثُمَّ أَلْحَقُ بِهِمْ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ مِنَ الْغَدِ، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ‏:‏ أَرْجِعُ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ، فَأَلْحَقُ بِهِمْ، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي أَيْضًا، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى الْتَبَسَ بِيَ الذَّنْبُ، وَتَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ، وَأَطُوفُ بِالْمَدِينَةِ، فَيُحْزِنُنِي أَنِّي لاَ أَرَى أَحَدًا تَخَلَّفَ، إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ، وَكَانَ لَيْسَ أَحَدٌ تَخَلَّفَ إِلاَّ رَأَى أَنَّ ذَلِكَ سَيَخْفَى لَهُ، وَكَانَ النَّاسُ كَثِيرًا، لاَ يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ، وَكَانَ جَمِيعُ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً، وَلَمْ يَذْكُرْنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى بَلَغَ تَبُوكًا، فَلَمَّا بَلَغَ تَبُوكًا، قَالَ‏:‏ مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ‏؟‏ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي خَلَّفَهُ، يَا رَسُولَ اللهِ، بُرْدَيْهِ، وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ ‏(‏وَقَالَ يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ‏:‏ بُرْدَاهُ، وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ‏)‏ فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ‏:‏ بِئْسَمَا قُلْتَ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذَا هُمْ بِرَجُلٍ يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ، فَإِذَا هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَقَفَلَ وَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، جَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ كُلَّ ذِي رَأْىٍ مِنْ أَهْلِي، حَتَّى إِذَا قِيلَ‏:‏ النَّبِيُّ هُوَ مُصْبِحُكُمْ بِالْغَدَاةِ، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَنْجُو إِلاَّ بِالصِّدْقِ، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ فَعَلَ ذَلِكَ، دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَجَعَلَ يَأْتِيهِ مَنْ تَخَلَّفَ، فَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَيَقْبَلُ عَلاَنِيَتَهُمْ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ أَلَمْ تَكُنِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ بَلَى، يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ‏:‏ فَمَا خَلَّفَكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ وَاللهِ، لَوْ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرَكَ جَلَسْتُ، لَخَرَجْتُ مِنْ سَخَطِهِ عَلَيَّ بِعُذْرٍ، لَقَدْ أُوتِيتُ جَدَلاً ‏(‏وَقَالَ يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ‏:‏ لَرَأَيْتُ أَنِّي أَخْرُجَ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَفِى حَدِيثِ عُقَيْلٍ‏:‏ أَخْرُجَ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَفِيهِ‏:‏ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يُسْخِطُكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللهِ‏)‏ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُ، يَا نَبِيَّ اللهِ، أَنِّي إِنْ أَخْبَرْتُكَ الْيَوْمَ بِقَوْلٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، وَهُوَ حَقٌّ، فَإِنِّي أَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللهِ، وَإِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثًا تَرْضَى عَنِّي فِيهِ، وَهُوَ كَذِبٌ، أُوشِكُ أَنْ يُطْلِعَكَ اللهُ عَلَيَّ، وَاللهِ، يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا كُنْتُ قَطُّ أَيْسَرَ، وَلاَ أَخَفَّ حَاذًا مِنِّي، حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، فَقَالَ‏:‏ أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَكُمُ الْحَدِيثَ، قُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِيكَ، فَقُمْتُ، فَثَارَ عَلَى أَثَرِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي، يُؤَنِّبُونَنِي، فَقَالُوا‏:‏ وَاللهِ، مَا نَعْلَمُكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَطُّ قَبْلَ هَذَا، فَهَلاَّ اعْتَذَرْتَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعُذْرٍ يَرْضَى عَنْكَ فِيهِ، فَكَانَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيَأْتِي مِنْ وَرَاءِ ذَنْبِكَ، وَلَمْ تُقِفْ نَفْسَكَ مَوْقِفًا لاَ تَدْرِي مَاذَا يُقْضَى لَكَ فِيهِ، فَلَمْ يَزَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي، حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، فَقُلْتُ‏:‏ هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ غَيْرِي‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَمَرَارَةُ، يَعْنِي ابْنَ رَبِيعَةَ، فَذَكَرُوا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ، قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، لِي فِيهِمَا، يَعْنِي أُسْوَةً، فَقُلْتُ‏:‏ وَاللهِ، لاَ أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي هَذَا أَبَدًا، وَلاَ أُكَذِّبُ نَفْسِي، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ عَنْ كَلاَمِنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلْتُ أَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ، فَلاَ يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَتَنَكَّرَ لَنَا النَّاسُ، حَتَّى مَا هُمْ بِالَّذِينَ نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْحِيطَانُ، حَتَّى مَا هِيَ بِالْحِيطَانِ الَّتِي نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الأَرْضُ، حَتَّى مَا هِيَ بِالأَرْضِ الَّتِي نَعْرِفُ، وَكُنْتُ أَقْوَى أَصْحَابِي، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَطُوفُ بِالأَسْوَاقِ، وَآتِي الْمَسْجِدَ فَأَدْخُلُ، وَآتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَأَقُولُ‏:‏ هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِالسَّلاَمِ، فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَأَقْبَلْتُ قِبَلَ صَلاَتِي، نَظَرَ إِلَيَّ بِمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ أَعْرَضَ عَنِّي، وَاسْتَكَانَ صَاحِبَايَ، فَجَعَلاَ يَبْكِيَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، لاَ يُطْلِعَانِ رُؤُوسَهُمَا، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ السُّوقَ، إِذَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ، جَاءَ بِطَعَامٍ لَهُ يَبِيعُهُ، يَقُولُ‏:‏ مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ‏؟‏ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ، فَأَتَانِي، وَأَتَانِي بِصَحِيفَةٍ مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهَا‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ وَأَقْصَاكَ، وَلَسْتَ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ وَلاَ هَوَانٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِيكَ، فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلاَءِ وَالشَّرِّ، فَسَجَرْتُ لَهَا التَّنُّورَ، وَأَحْرَقْتُهَا فِيهِ، فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً، إِذَا رَسُولٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَتَانِي، فَقَالَ‏:‏ اعْتَزِلِ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ‏:‏ أُطَلِّقُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبْهَا، فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلاَلٍ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ، فَهَلْ تَأْذَنُ لِي أَنْ أَخْدُمَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبَنَّكِ، قَالَتْ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا بِهِ حَرَكَةٌ لِشَيْءٍ، مَا زَالَ مُكِبًّا يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قَالَ كَعْبٌ‏:‏ فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ الْبَلاَءُ، اقْتَحَمْتُ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ حَائِطَهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقُلْتُ‏:‏ أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ‏؟‏ فَسَكَتَ، ثُمَّ قُلْتُ‏:‏ أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي أَنْ بَكَيْتُ، ثُمَّ اقْتَحَمْتُ الْحَائِطَ خَارِجًا، حَتَّى إِذَا مَضَتْ خَمْسُونَ لَيْلَةً، مِنْ حِينِ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ عَنْ كَلاَمِنَا، صَلَّيْتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا صَلاَةَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسْتُ، وَأَنَا فِي الْمَنْزِلَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَضَاقَتْ عَلَيْنَا أَنْفُسُنَا، إِذْ سَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ ذُِرْوَةِ سَلْعٍ‏:‏ أَنْ أَبْشِرْ يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ جَاءَنَا بِالْفَرَجِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَرْكُضُ عَلَى فَرَسٍ يُبَشِّرُنِي، فَكَانَ الصَوْتُ أَسْرَعَ مِنْ فَرَسِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيَّ بِشَارَةً، وَلَبِسْتُ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ، وَكَانَتْ تَوْبَتُنَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُلُثَ اللَّيْلِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَشِيَّتَئِذٍ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلاَ نُبَشِّرُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذًا يَحْطِمُكُمُ النَّاسُ، وَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً، مُحْتَسِبَةً فِي شَأْنِي، تَحْزَنُ بِأَمْرِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَحَوْلَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارَةِ الْقَمَرِ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ بِالأَمْرِ اسْتَنَارَ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ أَبْشِرْ، يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ، بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ، قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَمِنْ عِنْدِ اللهِ، أَوْ مِنْ عِنْدِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ تَلاَ عَلَيْهِمْ‏:‏ ‏{‏لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ‏}‏ حَتَّى إِذَا بَلَغَ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏}‏ قَالَ‏:‏ وَفِينَا نَزَلَتْ أَيْضًا‏:‏ ‏{‏اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ‏}‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقًا، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَإِلَى رَسُولِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ‏:‏ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ، قَالَ‏:‏ فَمَا أَنْعَمَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيَّ نِعْمَةً بَعْدَ الإِسْلاَمِ، أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ صَدَقْتُهُ أَنَا وَصَاحِبَايَ، أَنْ لاَ نَكُونَ كَذَبْنَا، فَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَكُونَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، أَبْلَى أَحَدًا فِي الصِدْقِ مِثْلَ الَّذِي أَبْلاَنِي، مَا تَعَمَّدْتُ لِكَذْبَةٍ بَعْدُ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللهُ فِيمَا بَقِيَ‏.‏ ‏(‏27717‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلاَّ نَهَارًا، فِي الضُّحَى، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ‏.‏ ش ‏(‏4887‏)‏

وفي رواية‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ، سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ عَنْ أَمْرِهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ بِالْوَجْهِ الَّذِي يُرِيدُ‏.‏ ش ‏(‏37005‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ‏.‏ خ ‏(‏2950‏)‏

وفي رواية‏:‏ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ فِي سَفَرٍ، إِلاَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ‏.‏ د ‏(‏2605‏)‏

وفي رواية‏:‏ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ فِي سَفَرِ، جِهَادٍ وَغَيْرِهِ، إِلاَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ‏.‏ س ك ‏(‏8736‏)‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ فِي حَدِيثِهِ‏:‏ إِذَا رَسُولٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَتَانِي، فَقَالَ‏:‏ اعْتَزِلِ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ‏:‏ أُطَلِّقُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبْهَا‏.‏

وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ‏:‏ الْحَقِي بِأَهْلِكِ‏.‏ س 6/154

وفي رواية‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى بِغَيْرِهَا‏.‏ ش ‏(‏33652‏)‏ ومي ‏(‏2450‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى غَيْرَهَا، وَكَانَ يَقُولُ‏:‏ الْحَرْبُ خُدْعَةٌ‏.‏

قال أبو داود‏:‏ لم يجئْ به إلاَّ مَعْمَر، يُرِيدُ قَوْلَهُ‏:‏ الْحَرْبُ خُدْعَةٌ ‏(‏بهذا الإسناد، إنما يُرْوَى من حديث عَمْرو بن دِينَار، عن جابر، ومن حديث مَعْمَر، عن هَمَّام بن مُنَبِّه، عن أَبي هُرَيرة‏.‏ د ‏(‏2637‏)‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ خَرَّ سَاجِدًا‏.‏ ق

قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي‏:‏ وقد رُوِيَ عن الزُّهْرِي هذا الحديث بخلاف هذا الإسناد، وقد قيل‏:‏ عن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، عن عَمِّه عُبَيْد الله، عن كَعْب، وقد غير هذا، وروى يُونُس هذا الحديث، عن الزُّهْرِي، عن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، أن أباه حدَّثه، عن كَعْب بن مالك‏.‏

وأخرجه أحمد 3/455 ‏(‏15864‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا حَجَّاج، حدَّثنا لَيْث، قال‏:‏ حدَّثني عُقَيْل‏.‏ وفي ‏(‏15871‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، حدَّثنا مَعْمَر‏.‏ وفي 6/390 ‏(‏27720‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إِسْحاق، يَعْنِي ابن الطَّبَّاع، قال‏:‏ حدَّثنا ابن لَهِيعَة، عن يَزِيد بن أَبي حَبِيب‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏عُقَيْل، ومَعْمر، ويَزِيد‏)‏ عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ‏:‏

كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَسَبِّحَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَجَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ، فَيَأْتِيهِ النَّاسُ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ‏.‏ ‏(‏15864‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ‏.‏ ‏(‏15871‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ، لَمْ يُسَافِرْ إِلاَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ‏.‏ ‏(‏27720‏)‏

وأخرجه مُسْلم 8/112 ‏(‏7118‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني عَبْد بن حُمَيْد، حدَّثني يَعْقُوب بن إبراهيم ابن سَعْد، حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد الله بن مُسْلم، ابن أخي الزُّهْرِي‏.‏ وفي ‏(‏7119‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثني سَلَمَة بن شَبِيب، حدَّثنا الحَسَن بن أَعْيَن، حدَّثنا مَعْقِل، وهو ابن عُبَيْد الله‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏6/153 و 7/23، وفي ‏"‏الكبرى‏"‏4749 و5589 و8727 و8735 قال‏:‏ أَخْبَرنا مُحَمد بن مَعْدَان بن عِيسَى، قال‏:‏ حدَّثنا الحَسَن بن أَعْيَن، قال‏:‏ حدَّثنا مَعْقِل‏.‏

كلاهما ‏(‏ابن أخي الزُّهْرِي، ومَعْقِل‏)‏ عن الزُّهْرِي، قال‏:‏ أخبرني عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ حِينَ أُصِيبَ بَصَرُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ قَوْمِهِ، وَأَوْعَاهُمْ لأَحَادِيثِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، يُحَدِّثُ؛ أَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ، غَيْرَ غَزْوَتَيْنِ‏.‏ وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ‏:‏ وَغَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَاسٍ كَثِيرٍ، يَزِيدُونَ عَلَى عَشْرَةِ آلاَفٍ، وَلاَ يَجْمَعُهُمْ دِيوَانُ حَافِظٍ‏.‏ م ‏(‏7119‏)‏

وفي رواية‏:‏ أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِلَى صَاحِبَيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْتَزِلُوا نِسَاءَكُمْ، فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ‏:‏ أُطَلِّقُ امْرَأَتِي، أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، بَلْ تَعْتَزِلُهَا وَلاَ تَقْرَبْهَا، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي‏:‏ الْحَقِي بِأَهْلِكِ، فَكُونِي فِيهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فَلَحِقَتْ بِهِمْ‏.‏ س 6/153

وفي رواية‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ‏:‏ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ‏.‏ س 7/23

وفي رواية‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَلَّمَا يُرِيدُ وَجْهًا إِلاَّ وَارَى بِغَيْرِهِ، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَّى لِلنَّاسِ فِيهَا أَمْرَهُ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَأَهَّبَ النَّاسُ أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَازِيًا يَوْمَ الْخَمِيسِ‏.‏ مُخْتَصَرٌ‏.‏ س ك ‏(‏8735‏)‏

وأخرجه أبو داود ‏(‏3319‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني عُبَيْد الله بن عُمَر، حدَّثنا سُفْيان بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِي، عن ابن كَعْب بن مالك، عن أبيه؛ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ أَبُو لُبَابَةَ، أَوْ مَنْ شَاءَ اللهُ‏:‏ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِي الَّتِي أَصَبْتُ فِيهَا الذَّنْبَ، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً، قَالَ‏:‏ يُجْزِئُ عَنْكَ الثُّلُثُ‏.‏

وأخرجه أبو داود ‏(‏3320‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن المُتَوَكِّل، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، قال‏:‏ أخبرني مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، قال‏:‏ أخبرني ابن كَعْب بن مالك، قال‏:‏ كان أبو لُبَابَة‏.‏ فذكر معناه‏.‏

والقصة لأَبي لُبَابَة‏.‏

قال أبو داود‏:‏ رواه يُونُس، عن ابن شِهَاب، عن بعض بني السَّائِب بن أَبي لُبَابَة، ورواه الزُّبَيْدِي، عن الزُّهْرِي، عن حُسَيْن بن السَّائِب بن أَبي لُبَابَة‏.‏ مثله‏.‏

***

11266- عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، قَالَ‏:‏ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏

مَا كُنْتُ فِي غَزَاةٍ أَيْسَرَ لِلظَّهْرِ وَالنَّفَقَةِ مِنِّي فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ‏:‏ أَتَجَهَّزُ غَدًا، ثُمَّ أَلْحَقُهُ، فَأَخَذْتُ فِي جَهَازِي، فَأَمْسَيْتُ وَلَمْ أَفْرُغُ، فَقُلْتُ‏:‏ آخُذُ فِي جَهَازِي غَدًا، وَالنَّاسُ قَرِيبٌ بَعْدُ، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَأَمْسَيْتُ وَلَمْ أَفْرُغْ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، أَخَذْتُ فِي جَهَازِي، فَأَمْسَيْتُ فَلَمْ أَفْرُغُ، فَقُلْتُ‏:‏ أَيْهَاتُ، سَارَ النَّاسُ ثَلاَثًا، فَأَقَمْتُ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، جَعَلَ النَّاسُ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا كُنْتُ فِي غَزَاةٍ أَيْسَرَ لِلظَّهْرِ وَالنَّفَقَةِ مِنِّي فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ، فَأَعْرَضَ عَنِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ لا يُكَلِّمُونَا، وَأُمِرَتْ نِسَاؤُنَا أَنْ يَتَحَوَّلْنَ عَنَّا، قَالَ‏:‏ فَتَسَوَّرْتُ حَائِطًا ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا أَنَا بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَقُلْتُ‏:‏ أَيْ جَابِرُ، نَشَدْتُكَ اللهَ، هَلْ عَلِمْتَنِي غَشَشْتُ اللهَ وَرَسُولَهُ يَوْمًا قَطُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ عَنِّي، فَجَعَلَ لاَ يُكَلِّمُنِي، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ سَمِعْتُ رَجُلاً عَلَى الثَّنِيَّةِ يَقُولُ‏:‏ كَعْبًا كَعْبًا، حَتَّى دَنَا مِنِّي، فَقَالَ‏:‏ بَشِّرُوا كَعْبًا‏.‏

أخرجه أحمد 3/455 ‏(‏15863‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا إِسْمَاعِيل، قال‏:‏ أَخْبَرنا ابن عَوْن، عن عُمَر بن كَثِير بن أَفْلَح، فذكره‏.‏

***

11267- عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ الأَنْصَارِ، أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ ابْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ كَعْبٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهَا، قَالَ‏:‏

خَرَجْنَا فِي حُجَّاجِ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ صَلَّيْنَا وَفَقِهْنَا، وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا، فَلَمَّا تَوَجَّهْنَا لِسَفَرِنَا، وَخَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ الْبَرَاءُ لَنَا‏:‏ يَا هَؤُلاَءِ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ وَاللهِ رَأْيًا، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي تُوَافِقُونِي عَلَيْهِ أَمْ لاَ، قَالَ‏:‏ قُلْنَا لَهُ‏:‏ وَمَا ذَاكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لاَ أَدَعَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ، يَعْنِي الْكَعْبَةَ، وَأَنْ أُصَلِّيَ إِلَيْهَا، قَالَ‏:‏ فَقُلْنَا‏:‏ وَاللهِ مَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّنَا يُصَلِّي إِلاَّ إِلَى الشَّامِ، وَمَا نُرِيدُ أَنْ نُخَالِفَهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أُصَلِّى إِلَيْهَا، قَالَ‏:‏ فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ لَكِنَّا لاَ نَفْعَلُ، فَكُنَّا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ صَلَّيْنَا إِلَى الشَّامِ، وَصَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ أَخِي‏:‏ وَقَدْ كُنَّا عِبْنَا عَلَيْهِ مَا صَنَعَ، وَأَبَى إِلاَّ الإِقَامَةَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ‏:‏ يَا ابْنَ أَخِي انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْأَلُهُ عَمَّا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، فَإِنَّهُ وَاللهِ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ، لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ خِلاَفِكُمْ إِيَّايَ فِيهِ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُنَّا لاَ نَعْرِفُهُ، لَمْ نَرَهُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ هَلْ تَعْرِفَانِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ تَعْرِفَانِ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّهُ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَقَدْ كُنَّا نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ، كَانَ لاَ يَزَالُ يَقْدَمُ عَلَيْنَا تَاجِرًا، قَالَ‏:‏ فَإِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ فَهُوَ الرَّجُلُ الْجَالِسُ مَعَ الْعَبَّاسِ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَإِذَا الْعَبَّاسُ جَالِسٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ جَالِسٌ، فَسَلَّمْنَا، ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ‏:‏ هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرِّجْلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ، وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ فَوَاللهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الشَّاعِرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، وَقَدْ هَدَانِي اللهُ لِلإِسْلاَمِ، فَرَأَيْتُ أَنْ لاَ أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ، فَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا، وَقَدْ خَالَفَنِي أَصْحَابِي فِي ذَلِكَ، حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَمَاذَا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَقَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ، لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَرَجَعَ الْبَرَاءُ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ، قَالَ‏:‏ وَأَهْلُهُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى مَاتَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ كَمَا قَالُوا، نَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ، قَالَ‏:‏ وَخَرَجْنَا إِلَى الْحَجِّ، فَوَاعَدْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَقَبَةَ، مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْحَجِّ، وَكَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، أَبُو جَابِرٍ، سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، وَكُنَّا نَكْتُمُ مَنْ مَعَنَا مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمْرَنَا، فَكَلَّمْنَاهُ، وَقُلْنَا لَهُ‏:‏ يَا أَبَا جَابِرٍ، إِنَّكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، وَشَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِنَا، وَإِنَّا نَرْغَبُ بِكَ عَمَّا أَنْتَ فِيهِ، أَنْ تَكُونَ حَطَبًا لِلنَّارِ غَدًا، ثُمَّ دَعَوْتُهُ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبَرْتُهُ بِمِيعَادِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسَلَمَ، وَشَهِدَ مَعَنَا الْعَقَبَةَ، وَكَانَ نَقِيبًا، قَالَ‏:‏ فَنِمْنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ قَوْمِنَا فِي رِحَالِنَا، حَتَّى إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، خَرَجْنَا مِنْ رِحَالِنَا لِمِيعَادِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَتَسَلَّلُ مُسْتَخْفِينَ، تَسَلُّلَ الْقَطَا، حَتَّى اجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ، وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلاً، وَمَعَنَا امْرَأَتَانِ مِنْ نِسَائِهِمْ‏:‏ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ، أُمُّ عُمَارَةَ، إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي سَلِمَةَ، وَهِىَ أُمُّ مَنِيعٍ، قَالَ‏:‏ فَاجْتَمَعْنَا بِالشِّعْبِ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى جَاءَنَا، وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ، وَيَتَوَثَّقُ لَهُ، فَلَمَّا جَلَسْنَا، كَانَ الْعَبَّاسُ ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوَّلَ مُتَكَلِّمٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ، قَالَ‏:‏ وَكَانَتِ الْعَرَبُ مِمَّا يُسَمُّونَ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ الْخَزْرَجَ، أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا، إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا، مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ، وَهُو فِي عِزٍّ مِنْ قَوْمِهِ، وَمَنَعَةٍ فِي بَلَدِهِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْنَا‏:‏ قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ، فَتَكَلَّمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلِرَبِّكَ مَا أَحْبَبْتَ، قَالَ‏:‏ فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَلاَ وَدَعَا إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَرَغَّبَ فِي الإِسْلاَمِ، قَالَ‏:‏ أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَنَمْنَعَكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَنَحْنُ أَهْلُ الْحُرُوبِ، وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ، وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، قَالَ‏:‏ فَاعْتَرَضَ الْقَوْلَ، وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرِّجَالِ حِبَالاً، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا، يَعْنِي الْعُهُودَ، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ، ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللهُ، أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا، قَالَ‏:‏ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ‏:‏ بَلِ الدَّمَ الدَّمَ، وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَخْرَجُوا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، مِنْهُمْ تِسْعَةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَثَلاَثَةٌ مِنَ الأَوْسِ‏.‏

وَأَمَّا مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ، فَحَدَّثَنِي فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏

كَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، ثُمَّ تَتَابَعَ الْقَوْمُ، فَلَمَّا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ الْعَقَبَةِ، بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ‏:‏ يَا أَهْلَ الْجُبَاجِبِ- وَالْجُبَاجِبُ‏:‏ الْمَنَازِلُ- هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالصُّبَاءُ مَعَهُ، قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ ‏(‏قَالَ عَلِيٌّ، يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ‏:‏ مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ مُحَمَّدٌ‏)‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَذَا أَذَبُّ الْعَقَبَةِ، هَذَا ابْنُ أَذْيَبَ، اسْمَعْ، أَيْ عَدُوَّ اللهِ، أَمَا وَاللهِ لأَفْرُغَنَّ لَكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارْفَعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ‏:‏ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَئِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًي غَدًا بِأَسْيَافِنَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمْ أُومَرْ بِذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْنَا، فَنِمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَتْ عَلَيْنَا جُلَّةُ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَاؤُونَا فِي مَنَازِلِنَا، فَقَالُوا‏:‏ يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ، إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ قَدْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا هَذَا، تَسْتَخْرِجُونَهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا، وَتُبَايِعُونَهُ عَلَى حَرْبِنَا، وَاللهِ، إِنَّهُ مَا مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيْنَا أَنْ تَنْشَبَ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مِنْكُمْ، قَالَ‏:‏ فَانْبَعَثَ مِنْ هُنَالِكَ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِنَا، يَحْلِفُونَ لَهُمْ بِاللهِ، مَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ، وَمَا عَلِمْنَاهُ، وَقَدْ صَدَقُوا، لَمْ يَعْلَمُوا مَا كَانَ مِنَّا، قَالَ‏:‏ فَبَعْضُنَا يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ‏:‏ وَقَامَ الْقَوْمُ، وَفِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَلَيْهِ نَعْلاَنِ جَدِيدَانِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ كَلِمَةً، كَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُشْرِكَ الْقَوْمَ بِهَا فِيمَا قَالُوا‏:‏ مَا تَسْتَطِيعُ يَا أَبَا جَابِرٍ، وَأَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، أَنْ تَتَّخِذَ نَعْلَيْنِ مِثْلَ نَعْلَيْ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ‏؟‏ فَسَمِعَهَا الْحَارِثُ، فَخَلَعَهَمَا، ثُمَّ رَمَى بِهِمَا إِلَيَّ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ، لَتَنْتَعِلَنَّهُمَا، قَالَ‏:‏ يَقُولُ أَبُو جَابِرٍ‏:‏ أَحْفَظْتَ وَاللهِ الْفَتَى، فَارْدُدْ عَلَيْهِ نَعْلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللهِ لاَ أَرُدُّهُمَا، قَالَ‏:‏ وَاللهِ، فَأْلٌ صَالِحٌ، وَاللهِ، لَئِنْ صَدَقَ الْفَأْلُ لأَسْلُبَنَّهُ‏.‏

فَهَذَا حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْعَقَبَةِ وَمَا حَضَرَ مِنْهَا‏.‏

أخرجه أحمد 3/460 ‏(‏15891‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَعْقُوب، قال‏:‏ حدَّثنا أَبي، عن ابن إِسْحاق، قال‏:‏ فحدَّثني مَعْبَد بن كَعْب بن مالك بن أَبي كَعْب بن القَيْن، أخو بني سَلِمَة، أن أخاه عُبَيْد الله ابن كَعْب، وكان من أعلم الأَنْصَار، حدَّثه، فذكره‏.‏

وأخرجه ابن خُزَيْمة ‏(‏429‏)‏ قال‏:‏ حدَّثناه مُحَمد بن عِيسَى، حدَّثنا سَلَمَة، يَعْنِي ابن الفَضْل، حدَّثنا مُحَمد بن إِسْحَاق، قال‏:‏ وحدَّثني مَعْبَد بن كَعْب بن مالك، وكان من أعلم الأَنْصَار، حدَّثه، أن أباه كَعْبًا حدَّثه، وخبر كَعْب بن مالك في خروج الأَنْصَار من المَدِينَة إلى مكَّة، في بيعة العَقَبَة، وذكر في الخبر، أَنَّ البَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏

إني خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، وَقَدْ هَدَانِي اللهُ لِلإِسْلاَمِ، فَرَأَيْتُ أَلاَّ أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ مِنِّي بِظَهْرٍ، فَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا، وَقَدْ خَالَفَنِي أَصْحَابِي فِي ذَلِكَ، حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَمَاذَا تَرَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ، لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا، قَالَ‏:‏ فَرَجَعَ الْبَرَاءُ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ‏.‏

ليس فيه‏:‏ عن أخيه‏.‏

***

11268- عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏

يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ، وَيَكْسُونِي رَبِّي، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، حُلَّةً خَضْرَاءَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي، فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَقُولَ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ‏.‏

أخرجه أحمد 3/456 ‏(‏15875‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَزِيد بن عَبْد ربه، عن مُحَمد بن حَرْب، قال‏:‏ حدَّثني الزُّبَيْدِي، عن الزُّهْرِي، عن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله بن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

***

11269- عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ‏:‏ مَا يُتَّهَمُ بِكَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ فَإِنِّي لاَ أَتَّهِمُ بِابْنِي إِلاَّ الشَّاةَ الْمَسْمُومَةَ الَّتِى أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَأَنَا لاَ أَتَّهِمُ بِنَفْسِي إِلاَّ ذَلِكَ، فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي‏.‏

أخرجه أبو داود ‏(‏4513‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مَخْلَد بن خالد، حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عن ابن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

قال أبو داود‏:‏ وربما حَدَّث عَبْد الرَّزَّاق بهذا الحديث مُرْسَلاً، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وربما حَدَّث به عن الزُّهْرِي، عن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، وذكر عَبْد الرَّزَّاق أن مَعْمَرًا كان يُحدِّثهم بالحديث مَرَّة مُرْسَلاً، فيكتبونه، ويحدِّثهم مَرَّةً به فيُسْنِدُهُ، فيكتبونه، وكلٌّ صحيحٌ عندنا، قال عَبْد الرَّزَّاق‏:‏ فلما قَدِمَ ابن المُبَارك على مَعْمَر أسند له مَعْمَر أحاديث كان يُوقِفُها‏.‏

أخرجه أحمد 6/18 ‏(‏24430‏)‏‏.‏ وأبو داود ‏(‏4514‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أحمد بن حَنْبل، حدَّثنا إبراهيم بن خالد، حدَّثنا رَبَاح، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عن عَبْد الرحمن بن عَبْد الله ابن كَعْب بن مالك، عن أُمِّهِ؛ أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقَالَتْ‏:‏ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ‏؟‏ فَإِنِّي لاَ أَتَّهِمُ إِلاَّ الطَّعَامَ الَّذِي أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ، وَكَانَ ابْنُهَا مَاتَ قَبْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ وَأَنَا لاَ أَتَّهِمُ غَيْرَهُ، هَذَا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي‏.‏

وفي رواية‏:‏ عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ؛ أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏.‏ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مَخْلَدِ بْنِ خَالِدٍ، نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، فَقَالَ‏:‏ مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ‏؟‏ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُتِلَتْ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحِجَامَةَ‏.‏ د

قال أبو سَعِيد بن الأَعْرَابِي‏:‏ كذا قال‏:‏ عن أُمِّه ‏(‏والصَّواب‏:‏ عن أبيه، عن أُمِّ مُبَشِّر؛ دخلتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏.‏

***

11270- عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ، أُرْسِلاَ فِي غَنَمٍ، بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ، وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ‏.‏ ‏(‏15887‏)‏ وت

أخرجه أحمد 3/456 ‏(‏15876‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا علي بن بَحْر، قال‏:‏ حدَّثنا عِيسَى بن يُونُس‏.‏ وفي 3/460 ‏(‏15887‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا علي بن إِسْحاق، قال‏:‏ أَخْبَرنا عَبْد الله‏.‏ و‏"‏الدارِمِي‏"‏ 2730 قال‏:‏ أَخْبَرنا أبو النُّعْمان، حدَّثنا عَبْد الله بن المُبَارك‏.‏ و‏"‏التِّرمِذي‏"‏2376 قال‏:‏ حدَّثنا سُوَيْد بن نَصْر، أَخْبَرنا عَبْد الله بن المُبَارك‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏‏)‏تحفة الأشراف ‏(‏8/ ‏(‏11136‏)‏ عن سُوَيْد بن نَصْر، عن ابن المُبَارك‏.‏

كلاهما ‏(‏عِيسَى، وعَبْد الله بن المُبَارك‏)‏ عن زكريا بن أَبي زائدة، عن مُحَمد بن عَبْد الرحمن بن سَعْد بن زُرَارَة، عن ابن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

***

11271- ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً، وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى، حَتَّى تَهِيجَ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا، لاَ يُفِيئُهَا شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً‏.‏ م ‏(‏7196‏)‏

وفي رواية‏:‏ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيَاحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً، وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا، لاَ يُقِلُّهَا شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً‏.‏ ‏(‏27713‏)‏

وفي رواية‏:‏ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وَتُقِيمُهَا أُخْرَى، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ شَجَرَةِ الأَرْزِ، لاَ يُفِيئُهَا شَيْءٌ حَتَّى تُسْتَحْصَدَ‏.‏ س ك

أخرجه أحمد 6/386 ‏(‏27713‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا يَزِيد، وأبو النَّضْر، قالا‏:‏ أَخْبَرنا المَسْعُودِي‏.‏ و‏"‏عَبد بن حُميد‏"‏ 373 قال‏:‏ أَخْبَرنا جَعْفَر بن عَوْن، أَخْبَرنا المَسْعُودِي‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 7/139 ‏(‏5643‏)‏ تعليقًا قال‏:‏ وقال زكريا‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏8/136 ‏(‏7196‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، حدَّثنا عَبْد الله بن نُمَيْر، ومُحَمد بن بِشْر، قالا‏:‏ حدَّثنا زكريا بن أَبي زائدة‏.‏ وفي ‏(‏7199‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثناه مُحَمد بن بَشَّار، قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى، وهو القَطَّان، عن سُفْيان‏.‏ و‏"‏النَّسائي‏"‏ في ‏"‏الكبرى‏"‏7437 قال‏:‏ أَخْبَرنا مُحَمد بن بَشَّار، قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى، عن سُفْيان‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏المَسْعُودِي، وزكريا، وسُفْيان‏)‏ عن سَعْد بن إبراهيم، عن ابن كَعْب بن مالك، فذكره‏.‏

أخرجه أحمد 3/454 ‏(‏15861‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا عَبْد الرحمن، عن سُفْيان، عن سَعْد، عن عَبْد الله، أو عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك- قال عَبْد الرحمن‏:‏ هو شك، يَعْنِي سُفْيان- عن أبيه، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيَاحُ، تَعْدِلُهَا مَرَّةً، وَتَصْرَعُهَا أُخْرَى، حَتَّى يَأْتِيَهِ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا، لاَ يُقِلُّهَا شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِحَافُهَا يَخْتَلِعُهَا، أَوِ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً‏.‏

شَكَّ عَبْدُ الرحمن‏.‏

وأخرجه الدَّارِمِي ‏(‏2749‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُحَمد بن يُوسُف‏.‏ و‏"‏البُخَارِي‏"‏ 7/149 ‏(‏5643‏)‏ قال‏:‏ حدَّثنا مُسَدَّد، حدَّثنا يَحيى‏.‏ و‏"‏مسلم‏"‏8/136 ‏(‏7198‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثني ه مُحَمد بن حاتم، ومحمود بن غَيْلان، قالا‏:‏ حدَّثنا بِشْر بن السَّرِيّ‏.‏ وفي ‏(‏7199‏)‏ قال‏:‏ وحدَّثناه عَبْد الله بن هاشم، قال‏:‏ حدَّثنا يَحيى، وهو القَطَّان‏.‏

ثلاثتهم ‏(‏مُحَمد بن يُوسُف، ويَحيى، وبِشْر‏)‏ عن سُفْيان، عن سَعْد بن إبراهيم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيَاحُ، تُعَدِّلُهَا مَرَّةً، وَتُضْجِعُهَا أُخْرَى، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا، لاَ يُصِيبُهَا شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً‏.‏ مي

وفي رواية‏:‏ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالأَرْزَةِ لاَ تَزَالُ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً‏.‏ خ

قَالَ أَبو مُحَمد الدَّارِمِي‏:‏ الْخَامَةُ‏:‏ الضَّعيف‏.‏

وأخرجه مُسْلم 8/136 ‏(‏7197‏)‏ قال‏:‏ حدَّثني زُهَيْر بن حَرْب، حدَّثنا بِشْر بن السَّرِيّ، وعَبْد الرحمن بن مَهْدي، قالا‏:‏ حدَّثنا سُفْيان، عن سَعْد بن إبراهيم، عن عَبْد الرحمن بن كَعْب بن مالك، عن أبيه، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيِئُهَا الرِّيَاحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ الَّتِى لاَ يُصِيبُهَا شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً‏.‏

***