فصل: فَرْعٌ في الْقِرَاءَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ الْمَشْهُورَةِ بِزِيَادَةٍ لَا يَحْتَمِلُهَا الرَّسْمُ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإتقان في علوم القرآن (نسخة منقحة)



.الْقَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ‏: فِي الْبَدَل:

تُكْتَبُ بِالْوَاوِ لِلتَّفْخِيم: أَلِفُ {الصَّلَاةَ} وَ{الزَّكَاةَ} وَ{الْحَيَاةُ} وَ{الرِّبَا} غَيْرَ مُضَافَاتٍ، وَ{الْغَدَاة}، وَ{مِشْكَاةِ}، وَ{النَّجَاةِ} [غَافِرٍ: 41]. وَ{وَمَنَاةَ} [النَّجْم: 20].
وَبِالْيَاءِ كُلُّ أَلِفٍ مُنْقَلِبَةٍ عَنْهَا نَحْوَ: {يَتَوَفَّاكُمْ} [يُونُسَ: 104]. فِي اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ، اتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرٌ أَمْ لَا، لَقِيَ سَاكِنًا أَمْ لَا، وَمِنْهُ‏: {يَاحَسْرَتَا} [الزُّمَر: 56]. {يَاأَسَفَى} [يُوسُفَ: 84]. إِلَّا {تَتْرَى} [الْمُؤْمِنُونَ: 44]. وَ{كِلْتَا} [الْكَهْف: 33]. وَ{هَدَانِي} [الْأَنْعَام: 161]. وَ{وَمَنْ عَصَانِي} [إِبْرَاهِيمَ: 36]. وَ{الْأَقْصَى} [الْإِسْرَاء: 1]. وَ{أَقْصَى الْمَدِينَةِ} [الْقَصَص: 20]. وَ{مَنْ تَوَلَّاهُ} [الْحَجّ: 4]. وَ{طَغَا الْمَاءُ} [الْحَاقَّة: 11]. وَ{سِيمَاهُمْ‏} [الْفَتْح: 29]. وَإِلَّا مَا قَبِلَهَا يَاءٌ، كَالدُّنْيَا وَ{الْحَوَايَا} [الْأَنْعَام: 146]. إِلَّا {وَيَحْيَى} اسْمًا وَفِعْلًا.
وَيُكْتَبُ بِهَا إِلَى، وَعَلَى، وَأَنَّى بِمَعْنَى كَيْفَ، وَمَتَى وَبَلَى، وَحَتَّى، إِلَّا {لَدَا الْبَابِ} [يُوسُفَ: 25].
وَيَكْتُبُ بِالْأَلِفِ الثُّلَاثِيُّ الْوَاوِيُّ، اسْمًا أَوْ فِعْلًا نَحْوَ: {الصَّفَا} [الْبَقَرَة: 158] وَ{شَفَا} [آلِ عِمْرَانَ: 103]. وَ{عَفَا} [الْمَائِدَة: 95]. إِلَّا {ضُحًى} [الْأَعْرَاف: 98]. كَيْفَ وَقَعَ، وَ{مَا زَكَى مِنْكُمْ} [النُّور: 21]. وَ{دَحَاهَا} [النَّازِعَات: 30]. وَ{تَلَاهَا} [الشَّمْس: 2]. وَ{طَحَاهَا} [الشَّمْس: 6]. {وَسَجَى} [الضُّحَى: 2].
وَيُكْتَبُ بِالْأَلْفِ نُونُ التَّوْكِيدَ الْخَفِيفَة: {لَنَسْفَعًا} [الْعَلَق: 15]. {وَلَيَكُونًا} [يُوسُفَ: 32]. وَإِذًا وَبِالنُّونِ وَكَأَيِّنْ.
وَبِالْهَاءِ هَاءُ التَّأْنِيثِ. إِلَّا: رَحْمَتَ فِي الْبَقَرَة: [218].، وَالْأَعْرَاف: [56]. وَهُودٍ: [73]. وَمَرْيَمَ: [2]. وَالرُّوم: [50]. وَالزُّخْرُف: [32]. وَنِعْمَتَ فِي الْبَقَرَة: [231]. وَآلِ عِمْرَانَ: [103]. وَالْمَائِدَة: [11]. وَإِبْرَاهِيمَ: [28]. وَالنَّحْل: [72]. وَلُقْمَانَ: [31]. وَفَاطِرٍ: [3]. وَالطُّور: [29]. وَسُنَّتُ فِي الْأَنْفَال: [38]. وَفَاطِرٍ: [43]. وَثَانِي غَافِرٍ: [85]. وَامْرَأَتَ مَعَ زَوْجِهَا، وَ{تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى} [الْأَعْرَاف: 137]. {فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ} [آلِ عِمْرَانَ: 61]. {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ الله} [النُّور: 70]. وَ{وَمَعْصِيَتِ} فِي قَدْ سَمِعَ [8- 9]. {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} [الدُّخَان: 43]. {قُرَّةُ عَيْنٍ} [الْقَصَص: 9]. {وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الْوَاقِعَة: 89]. {بَقِيَّةُ اللَّهِ} [هُودٍ: 86]. وَ{يَاأَبَتِ} [يُوسُفَ: 4]. وَ{اللَّاتِ} [النَّجْم: 19]. وَ{مَرْضَاةِ} [الْبَقَرَة: 207- 265، وَالنِّسَاء: 114]. وَ{هَيْهَاتَ} [الْمُؤْمِنُونَ: 36]. وَ{ذَاتِ} [الْأَنْفَال: 1]. وَ{ابْنَةَ} [التَّحْرِيم: 12]. وَ{فِطْرَةَ} [الرُّوم: 30].

.الْقَاعِدَةُ الْخَامِسَةُ‏: فِي الْوَصْلِ وَالْفَصْل:

تُوصَلُ (أَلَّا) بِالْفَتْحِ إِلَّا عَشَرَة: {أَنْ لَا أَقُولَ}، {أَنْ لَا تَقُولُوا} فِي الْأَعْرَافِ. {أَنْ لَا مَلْجَأَ} فِي هُودٍ: {أَنْ لَا إِلَهَ} [هُودٍ: 14]. {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ} فِي الْأَحْقَافِ [21]. {أَنْ لَا تُشْرِكْ} فِي الْحَجِّ [26]. {أَنْ لَا تَعْبُدُوا} فِي يس [60]. {وَأَنْ لَا تَعْلُو} فِي الدُّخَان: [19]. {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ} فِي الْمُمْتَحَنَة: [12]. {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا} فِي (ن): [24].
‏وَ(مِمَّا) إِلَّا: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ} فِي النِّسَاء: [25]. وَالرُّوم: [28]. {مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} فِي الْمُنَافِقِينَ‏: [10].
وَ(مِمَّنْ) مُطْلَقًا.
وَ(عَمَّا) إِلَّا: {عَمَّا نُهُوا عَنْهُ} [الْأَعْرَاف: 166].
وَ(إِمَّا) بِالْكَسْرِ، إِلَّا: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ} فِي الرَّعْدِ [40]. وَ(أَمَّا) بِالْفَتْحِ مُطْلَقًا.
وَ(عَمَّنْ) إِلَّا: {وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} فِي النُّور: [43]، {عَنْ مَنْ تَوَلَّى} فِي النَّجْمِ [29].
وَ(أَمَّنْ) إِلَّا: {أَمْ مَنْ يَكُونُ} فِي النِّسَاء: [109]. {أَمْ مَنْ أَسَّسَ} [التَّوْبَة: 109]. {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} فِي الصَّافَّات: [11]. {أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا} [فُصِّلَتْ: 40]. وَ(إِلَّمْ) بِالْكَسْرِ إِلَّا: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا} فِي الْقَصَص: [50].
وَ(فِيمَا) إِلَّا أَحَدَ عَشَرَ: {فِيمَا فَعَلْنَ} الثَّانِي فِي الْبَقَرَة: [204]. {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا} فِي الْمَائِدَة: [48]. وَالْأَنْعَامُ: [165]. {قُلْ لَا أَجِدُ} [الْأَنْعَام: 145]. {فِي مَا اشْتَهَتْ} فِي الْأَنْبِيَاء: [102]. {فِي مَا أَفَضْتُمْ} [النُّور: 14]. {فِي مَا هَاهُنَا} فِي الشُّعَرَاء: [146]. {فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ} فِي الرُّوم: [28]. {فِي مَا هُمْ فِيهِ}، {فِيمَا كَانُوا فِيهِ} كِلَاهُمَا فِي الزُّمَر: [3- 46]. {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} فِي الْوَاقِعَة: [61].
‏وَ(إِنَّمَا) إِلَّا: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ} فِي الْأَنْعَام: [134].
وَ(أَنَّمَا) بِالْفَتْحِ إِلَّا: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} فِي الْحَجّ: [62]. وَلُقْمَانَ: [30].
وَ(كُلَّمَا) إِلَّا: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} [النِّسَاء: 91]. {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إِبْرَاهِيمَ: 34].
وَ(بِئْسَمَا) إِلَّا مَعَ اللَّام.
وَ(نِعِمَّا) وَ(مَهْمَا) وَ(رُبَّمَا) وَ(كَأَنَّمَا) وَ(وَيْكَأَنَّ) وَتَقْطَعُ (حَيْثُ مَا) وَ(أَنْ لَمْ) بِالْفَتْحِ، وَ(أَنْ لَنْ) إِلَّا فِي الْكَهْفِ وَالْقِيَامَةِ‏.
وَ(أَيْنَ مَا) إِلَّا: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} [الْبَقَرَة: 115]. {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ} [النَّحْل: 76].
وَاخْتُلِفَ فِي {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ} [النِّسَاء: 78]. {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} فِي الشُّعَرَاء: [92]. {أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} فِي الْأَحْزَابِ [61].
وَ(لِكَيْ لَا) إِلَّا فِي آلِ عِمْرَانَ وَالْحَجِّ وَالْحَدِيدِ وَالثَّانِي فِي الْأَحْزَابِ‏.
وَ{يَوْمَ هُمْ} [الذَّارِيَات: 13]. وَ{وَلَاتَ حِينَ} [ص: 3]. وَ{ابْنَ أُمِّ} [الْأَعْرَاف: 150]. إِلَّا فِي طه: [94]. فَكُتِبَتِ الْهَمْزَةُ حِينَئِذٍ وَاوًا، وَحُذِفَتْ هَمْزَةُ (ابْنِ) فَصَارَتْ هَكَذَا: {يَبْنَؤُمِّ‏}.

.الْقَاعِدَةُ السَّادِسَة: فِيمَا فِيهِ قِرَاءَتَانِ فَكَتَبَ عَلَى إِحْدَاهُمَا:

وَمُرَادُنَا غَيْرُ الشَّاذِّ.
مِنْ ذَلِكَ‏: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، {يُخَادِعُونَ} [الْبَقَرَة: 9، وَالنِّسَاءِ142]. وَ{وَاعَدْنَا} [الْبَقَرَة: 51، وَالْأَعْرَاف: 142]. وَ{الصَّاعِقَةُ} [الْبَقَرَة: 55]. وَ{الرِّيَاحِ} [الْبَقَرَة: 164]. وَ{تُفَادُوهُمْ} [الْبَقَرَة: 85]. وَ{تَظَاهَرُونَ} [الْبَقَرَة: 85، وَالْأَحْزَاب: 4]. {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ} [الْبَقَرَة: 191]. وَنَحْوُهَا.
{وَلَوْلَا دَفْعُ}، {فَرِهَانٌ} [الْبَقَرَة: 283]. طَيْرًا فِي آلِ عِمْرَانَ: [49]. وَالْمَائِدَة: [110]. {مُضَاعَفَةً} [آلِ عِمْرَانَ: 130]. وَنَحْوُهُ‏.
{عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النِّسَاء: 33]. {الْأَوْلَيَانِ} [الْمَائِدَة: 107]. {لَامَسْتُمُ} [النِّسَاء: 243، وَالْمَائِدَة: 6]. {قَاسِيَةً} [الْمَائِدَة: 213، وَالْحَجّ: 53، وَالزُّمَر: 22]. {قِيَامًا} النِّسَاء: [5]. {خَطِيئَاتِكُمْ} فِي الْأَعْرَاف: [161].
{طَائِفٌ} [الْأَعْرَاف: 201، وَالْقَلَم: 19]. {حَاشَا لِلَّهِ} [يُوسُفَ: 31]. {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ} [الرَّعْد: 42]. {تَزَاوَرُ} [الْكَهْف: 17]. {زَكِيَّةً} [الْكَهْف: 74]. {فَلَا تُصَاحِبْنِي} [الْكَهْف: 76]. {لَاتَّخَذْتَ} [الْكَهْف: 77]. {مِهَادًا} [طه: 53، وَالزُّخْرُف: 10]. {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} [الْأَنْبِيَاء: 95]. {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ} [الْحَجّ: 38]. {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الْحَجّ: 2]. {الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ} [الْمُؤْمِنُونَ: 14]. {سِرَاجًا}، {بَلِ ادَّارَكَ} [النَّمْل: 66]. {وَلَا تُصَعِّرْ} [لُقْمَانَ: 18]. {رَبَّنَا بَاعِدْ} [سَبَأٍ: 19]. {أَسْوِرَةٌ} [الزُّخْرُف: 53].
بِلَا أَلِفٍ فِي الْكُلِّ، وَقَدْ قُرِئَتْ بِهَا وَبِحَذْفِهَا‏.
{غَيَابَةِ الْجُبِّ} [يُوسُفَ: 15]. وَ{أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ} فِي الْعَنْكَبُوت: [50]. وَ{ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا} فِي فُصِّلَتْ: [47]. وَ{جِمَالَةٌ} [الْمُرْسَلَات: 33]. {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ} [فَاطِرٍ: 40]. {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سَبَأٍ: 37]. بِالتَّاءِ وَقَدْ قُرِئَتْ بِالْجَمْعِ وَالْإِفْرَادِ.
وَ{تُقَاةً} [آلِ عِمْرَانَ: 28]. بِالْيَاءِ، وَ{لِأَهَبَ} [مَرْيَمَ: 19]. بِالْأَلِفِ، وَ(يُقَضَ الْحَقُّ) بِلَا يَاءٍ وَ{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الْكَهْف: 96]. بِأَلِفٍ فَقَطْ {ننْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الْأَنْبِيَاء: 88]. بِنُونٍ وَاحِدَةٍ وَ{الصِّرَاطِ} كَيْفَ وَقَعَ، وَ{بَسْطَةً} فِي [الْأَعْرَاف: 69]. وَ{الْمُسَيْطِرُونَ} [الطُّور: 37]. وَ{بِمُسَيْطِرٍ} [الْغَاشِيَة: 22]. بِالصَّادِ لَا غَيْرَ. وَقَدْ تُكْتَبُ صَالِحَةً لِلْقِرَاءَتَيْنِ نَحْو: {فَاكِهُونَ} [يس: 55]. وَهِيَ قِرَاءَةٌ، وَعَلَى قِرَاءَتِهَا هِيَ مَحْذُوفَةٌ رَسْمًا; لِأَنَّهُ جَمْعُ تَصْحِيحٍ‏.

.فَرْعٌ فِيمَا كُتِبَ مُوَافِقًا لِقِرَاءَةٍ شَاذَّةٍ:

وَمِنْ ذَلِكَ‏: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} [الْبَقَرَة: 70]. {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا} [الْبَقَرَة: 100]. وَأَمَّا {مَا بَقِيَ مِنَ} [الْبَقَرَة: 178]. فَقُرِئَ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْوَاوِ.
{فَلَقَاتَلُوكُمْ} [النِّسَاء: 90]. {إِنَّمَا طَائِرُكُمْ}، {طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الْإِسْرَاء: 13]. {تُسَاقِطْ} [مَرْيَمَ: 5]. {سَامِرًا} [الْمُؤْمِنُونَ: 67]. {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لُقْمَانَ: 14]. {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ} [الْإِنْسَان: 21]. {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [الْمُطَفِّفِينَ: 26]. {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} [الْفَجْر: 29].

.فَرْعٌ في الْقِرَاءَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ الْمَشْهُورَةِ بِزِيَادَةٍ لَا يَحْتَمِلُهَا الرَّسْمُ:

وَأَمَّا الْقِرَاءَاتُ الْمُخْتَلِفَةُ الْمَشْهُورَةُ بِزِيَادَةٍ لَا يَحْتَمِلُهَا الرَّسْمُ وَنَحْوَهَا نَحْوَ: أَوْصَى {وَوَصَّى} وَتَجْرِي تَحْتَهَا وَ{مِنْ تَحْتِهَا} وَفَسَيَقُولُونَ اللَّهُ، وَلِلَّهِ {وَمَا عَمِلَتْ أَيْدِيهُمْ}، {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} فَكِتَابَتُهُ عَلَى نَحْوِ قِرَاءَتِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ وُجِدَ فِي مَصَاحِفِ الْإِمَامِ‏.
فَائِدَةٌ:
كُتِبَتْ فَوَاتِحُ السُّوَرِ عَلَى صُورَةِ الْحُرُوفِ أَنْفُسِهَا; لَا عَلَى صُورَةِ النُّطْقِ بِهَا، اكْتِفَاءً بِشُهْرَتِهَا‏. وَقُطِعَتْ {حم عسق} دُونَ {المص} وَ{كهيعص} طَرْدًا لِلْأُولَى بِأَخَوَاتِهَا السِّتَّةِ‏.

.فَصْلٌ: فِي آدَابِ كِتَابَتِهِ:

يُسْتَحَبُّ كِتَابَةُ الْمُصْحَفِ، وَتَحْسِينُ كِتَابَتِهِ وَتَبْيِينِهَا وَإِيضَاحِهَا، وَتَحْقِيقِ الْخَطِّ دُونَ مَشَقَّةٍ وَتَعْلِيقِهِ فَيُكْرَهُ، وَكَذَا كِتَابَتُهُ فِي الشَّيْءِ الصَّغِير.
أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِهِ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ رَجُلٍ مُصْحَفًا قَدْ كَتَبَهُ بِقَلَمٍ دَقِيقٍ، فَكَرِهَ ذَلِكَ وَضَرَبَهُ، وَقَالَ: عَظِّمُوا كِتَابَ الله.
وَكَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى مُصْحَفًا عَظِيمًا سُرَّ بِهِ‏.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تُتَّخَذَ الْمَصَاحِفُ صِغَارًا‏.
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ عَنْهُ: أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُكْتَبَ الْقُرْآنُ فِي الشَّيْءِ الصَّغِير.
وَأَخْرَجَ هُوَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ أَبِي حَكِيمَةَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: مَرَّ بِي عَلِيٌّ وَأَنَا أَكْتُبُ مُصْحَفًا فَقَالَ: أَجِلَّ قَلَمَكَ، فَقَضَمْتُ مِنْ قَلَمِي قَضْمَةً، ثُمَّ جَعَلْتُ أَكْتُبُ، فَقَالَ: نَعَمْ هَكَذَا نَوَّرَهُ كَمَا نَوَّرَهُ الله.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَلِيٍّ مَوْقُوفًا قَالَ: تَنَوَّقَ رَجُلٌ فِي {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فَغُفِرَ لَهُ‏.
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي تَارِيخِ أَصْبَهَانَ وَابْنِ أَشْتَةَ فِي الْمَصَاحِفِ، مِنْ طَرِيقِ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مُجَوَّدَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ».
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَشْتَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِه: إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فَلْيَمُدَّ (الرَّحْمَنَ)‏.
وَأَخْرَجَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تُكْتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَيْسَ لَهَا سِينٌ‏.
وَأَخْرَجَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ كَاتِبَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ (بِسْمِ اللَّهِ) وَلَمْ يَكْتُبْ لَهَا سِينًا، فَضَرَبَهُ عُمَرُ فَقِيلَ لَهُ‏: فِيمَ ضَرَبَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: ضَرَبَنِي فِي سِينٍ‏.
وَأَخْرَجَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تُمَدَّ الْبَاءُ إِلَى الْمِيمِ حَتَّى نَكْتُبَ السِّينَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي الْمَصَاحِفِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُكْتَبَ الْمُصْحَفُ مَشَّقًا قِيل: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ فِيهِ نَقْصًا‏.
وَتُحْرَمُ كِتَابَتُهُ بِشَيْءٍ نَجِسٍ: وَأَمَّا بِالذَّهَبِ فَهُوَ حَسَنٌ، كَمَا قَالَهُ الْغَزَالِيُّ‏.
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاء: أَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ‏.
وَأَخْرَجَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْهِ مُصْحَفٌ زُيِّنَ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: إِنَّ أَحْسَنَ مَا زَيَّنَ بِهِ الْمُصْحَفَ تِلَاوَتُهُ بِالْحَقِّ‏.
قَالَ أَصْحَابُنَا‏: وَتُكْرَهُ كِتَابَتُهُ عَلَى الْحِيطَانِ وَالْجُدْرَانِ، وَعَلَى السُّقُوفِ أَشَدَّ كَرَاهَةٍ، لِأَنَّهُ يُوطَأُ‏.
وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ حَيْثُ يُوطَأُ.
وَهَلْ تَجُوزُ كِتَابَتُهُ بِقَلَمِ غَيْرِ الْعَرَبِيِّ؟ قَالَ الزَّرْكَشِيُّ‏: لَمْ أَرَ فِيهِ كَلَامًا لِأَحَدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ.
قَالَ: وَيُحْتَمَلُ الْجَوَازُ; لِأَنَّهُ قَدْ يُحَسِّنُهُ مَنْ يَقْرَؤُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَقْرَبُ الْمَنْعُ كَمَا تَحْرُمُ قِرَاءَتُهُ بِغَيْرِ لِسَانِ الْعَرَبِ، وَلِقَوْلِهِمْ‏: الْقَلَمُ أَحَدُ اللِّسَانَيْنِ، وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ قَلَمًا غَيْرَ الْعَرَبِيِّ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشُّعَرَاء: 195]. انْتَهَى.
فَائِدَةٌ:
أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّه: لَا يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ إِلَّا مُضَرِيُّ‏.
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ‏: هَذَا مِنْ أَجِلِّ اللُّغَات.

.مَسْأَلَةٌ: (نُقَطِ الْمُصْحَفِ وَشَكْلِه):

اخْتُلِفَ فِي نُقَطِ الْمُصْحَفِ وَشَكْلِه: وَيُقَالُ: أَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو الْأُسُودِ الدُّؤَلِيُّ بِأَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقِيلَ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ، وَقِيلَ: نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ‏.
وَأَوَّلُ مَنْ وَضَعَ الْهَمْزَ وَالتَّشْدِيدَ وَالرَّوْمَ وَالْإِشْمَامَ الْخَلِيلُ‏.
وَقَالَ قَتَادَةُ: بَدَءُوا فَنَقَّطُوا، ثُمَّ خَمَّسُوا، ثُمَّ عَشَّرُوا‏.
وَقَالَ غَيْرُهُ‏: أَوَّلُ مَا أَحْدَثُوا النُّقَطَ عِنْدَ آخَرِ الْآيِ، ثُمَّ الْفَوَاتِحِ وَالْخَوَاتِمِ‏.
‏وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير: مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ شَيْئًا مِمَّا أُحْدِثُ فِي الْمَصَاحِفِ إِلَّا النُّقَطَ الثَّلَاثَ عَلَى رُءُوسِ الْآي. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ‏.
وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدِ وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَرِّدُوا الْقُرْآنَ وَلَا تَخْلِطُوهُ بِشَيْءٍ‏.
وَأَخْرَجَ عَنِ النَّخْعِيُّ أَنَّهُ كَرِهَ نَقْطَ الْمَصَاحِفِ‏.
وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَرِهَ النَّقْطَ وَالْفَوَاتِحَ وَالْخَوَاتِمَ‏. وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا كَرِهَا التَّعْشِير.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنِ النَّخَعِيّ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْعَوَاشِرَ وَالْفَوَاتِحَ وَتَصْغِيرَ الْمُصْحَفِ، وَأَنْ يُكْتَبَ فِيهِ سُورَةُ كَذَا وَكَذَا‏.
وَأَخْرَجَ عَنْهُ أَنَّهُ أُتِيَ بِمُصْحَفٍ مَكْتُوبٍ فِيهِ سُورَةُ كَذَا وَكَذَا آيَةٍ، فَقَالَ: امْحُ هَذَا، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَكْرَهُهُ‏.
وَأَخْرَجَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَة: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْجُمَلَ فِي الْمُصْحَفِ، وَفَاتِحَةَ سُورَةِ كَذَا، وَخَاتِمَةَ سُورَةِ كَذَا‏. وَقَالَ مَالِكٌ‏: لَا بَأْسَ بِالنَّقْطِ فِي الْمَصَاحِفِ الَّتِي يَتَعَلَّمُ فِيهَا الْغِلْمَانُ، أَمَّا الْأُمَّهَاتُ فَلَا‏.
وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ‏: تُكْرَهُ كِتَابَةُ الْأَعْشَارِ وَالْأَخْمَاسِ، وَأَسْمَاءِ السُّوَرِ، وَعَدَدِ الْآيَاتِ فِيهِ لِقَوْلِه: (جَرِّدُوا الْقُرْآنَ). وَأَمَّا النَّقْطُ فَيَجُوزُ لَهُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ صُورَةٌ فَيُتَوَهَّمُ مَا لَيْسَ بِقُرْآنٍ قُرَآنًا‏.
وَإِنَّمَا هِيَ دَلَالَاتٌ عَلَى هَيْئَةِ الْمَقْرُوءِ، فَلَا يَضُرُّ إِثْبَاتُهَا لِمَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا‏.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: مِنْ آدَابِ الْقُرْآنِ أَنْ يُفَخَّمَ، فَيَكْتُبُ مُفَرَّجًا بِأَحْسَنِ خَطٍّ فَلَا يَصَغَّرُ وَلَا يُقَرْمَطُ حُرُوفَهُ، وَلَا يُخْلَطُ بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ كَعَدَدِ الْآيَاتِ وَالسَّجَدَاتِ وَالْعَشَرَاتِ وَالْوُقُوفِ وَاخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ وَمَعَانِي الْآيَاتِ‏.
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُمَا قَالَا‏: لَا بَأْسَ بِنَقْطِ الْمَصَاحِفِ‏.
وَأَخْرَجَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ قَالَ: لَا بَأْسَ بِشَكْلِهِ‏.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ‏: نَقْطُ الْمُصْحَفِ وَشَكْلُهُ مُسْتَحَبٌّ، لِأَنَّهُ صِيَانَةٌ لَهُ مِنَ اللَّحْنِ وَالتَّحْرِيف.
وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ‏: يَنْبَغِي أَنْ لَا يُشْكَلَ إِلَّا مَا يُشْكِلُ‏. وَقَالَ الدَّانِيُّ‏: لَا أَسْتَجِيزُ النَّقْطَ بِالسَّوَادِ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّغْيِيرِ لِصُورَةِ الرَّسْمِ، وَلَا أَسْتَجِيزُ جَمْعَ قِرَاءَاتٍ شَتَّى فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ، لِأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ التَّخْلِيطِ وَالتَّغْيِيرِ لِلْمَرْسُومِ، وَأَرَى أَنْ تَكُونَ الْحَرَكَاتُ وَالتَّنْوِينُ وَالتَّشْدِيدُ وَالسُّكُونُ وَالْمَدُّ بِالْحُمْرَةِ وَالْهَمَزَاتِ بِالصُّفْرَةِ‏.
وَقَالَ الْجُرْجَانِيُّ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي الشَّافِي: مِنَ الْمَذْمُومِ كِتَابَةُ تَفْسِيرِ كَلِمَاتِ الْقُرْآنِ بَيْنَ أَسْطُرِهِ.