فصل: سورة التغابن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن



.سورة المنافقون:

.تفسير الآيات (1- 2):

{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)}
1- إذا جاءك المنافقون- يا محمد- قالوا بألسنتهم: نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون في دعواهم الإيمان بك لعدم تصديقهم بقلوبهم.
2- جعلوا أيمانهم الكاذبة وقاية لهم من المؤاخذة، فمنعوا أنفسهم عن طريق الله المستقيم. إنهم قَبُحَ ما كانوا يعملون في النفاق والأيمان الكاذبة.

.تفسير الآيات (3- 7):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)}
3- ذلك- الذي دأبوا عليه من الظهور بغير حقيقته والحلف بالأيمان الكاذبة- بسبب أنهم آمنوا بألسنتهم، ثم كفروا بقلوبهم، فختم على قلوبهم بهذا الكفر، فهم لا يفهمون ما ينجيهم من عذاب الله.
4- وإذا أبصرتهم تُعجبك أجسامهم لوجاهتهم، وإن يتحدثوا تسمع لقولهم لحلاوته، وهم مع ذلك فارغة قلوبهم من الإيمان كأنهم خُشب مسندة لا حياة فيها. يحسبون كل نازلة عليهم- لشعورهم بحقيقة حالهم- هم العدو فاحذرهم- طردهم الله من رحمته- كيف يُصرفون عن الحق إلى ما هم عليه من النفاق.
5- وإذا قيل لهم: أقبلوا يستغفر لكم رسول الله حركوا رؤوسهم استهزاء، ورأيتهم يُعرضون وهم مستكبرون عن الامتثال.
6- سواء على هؤلاء المنافقين استغفارك لهم أو عدم استغفارك لأنهم لن يرجعوا عن نفاقهم، فلن يغفر الله لهم، إن الله لا يهدى إلى الحق الخارجين على أمره، وغير المؤمنون به.
7- هم الذين يقولون لأهل المدينة: لا تُنفقوا على مَن عند رسول الله من المؤمنين حتى يتفرقوا عنه، ولله خزائن السموات والأرض وما فيها من أرزاق يعطيها من يشاء ولكن المنافقين لا يفهمون ذلك.

.تفسير الآيات (8- 11):

{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}
8- يقول المنافقون متوعدين: والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن فريقنا الأعز منها فريق المؤمنين الأذل، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين لا لهؤلاء المتوعدين، ولكن المنافقين لا يعلمون.
9- يا أيها الذين صدَّقوا بالله ورسوله، لا تشغلكم العناية بأموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله وأداء ما فرضه عليكم، ومن تشغله أمواله وأولاده عن ذلك فأولئك هم الخاسرون يوم القيامة.
10- وأنفقوا- أيها المؤمنون- من الأموال التي رزقناكم مبادرين بذلك من قبل أن يأتى أحدكم الموت، فيقول نادماً: رب هلا أمهلتنى إلى وقت قصير، فَأَصَّدَّق وأكن من الصالحين في عمل الصالحات.
11- ولن يمهل الله نفساً إذا حان وقت موتها، والله تام العلم بما تعملون، يجازيكم عليه.

.سورة التغابن:

.تفسير الآيات (1- 2):

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)}
1- ينزِّه الله عما لا يليق بجلاله كل ما في السموات وما في الأرض. له الملك التام- وحده- وله الثناء الجميل، وهو على كل شيء تام القدرة.
2- هو الذي تفرد بخلقكم من عدم، فمنكم منكر لألوهيته، ومنكم مصدق بها، والله بما تعملون بصير فيجازيكم على أعمالكم.

.تفسير الآيات (3- 8):

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)}
3- خلق الله السموات والأرض بالحكمة البالغة، وصوَّركم فأحسن صوركم حيث جعلكم في أحسن تقويم وإليه المرجع يوم القيامة.
4- يعلم كلَّ ما في السموات والأرض، ويعلم ما تُخفون وما تُعلنون من أقوال وأفعال، والله تام العلم بِمُضمرات الصدور.
5- قد أتاكم خبر الذين كفروا من قبلكم، فتجرَّعوا سوء عاقبة أمرهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب شديد الألم.
6- ذلك الذي أصابهم ويصيبهم من العذاب بسبب أنهم أتتهم رسلهم بالمعجزات الظاهرة، فقالوا منكرين: أبشرٌ مثلنا يرشدوننا، فأنكروا بعثتهم، وانصرفوا عن الحق، وأظهر الله غناه عن إيمانهم بإهلاكهم، والله تام الغنى عن خلقه، مستحق للثناء والحمد على جميل نعمه.
7- ادَّعى الذين كفروا- باطلاً- أنهم لن يُبعثوا بعد الموت، قل لهم- يا محمد-: ليس الأمر كما زعمتم. أقسم بربى لتُبعثن بعد الموت، ولتخبرن بما عملتم في الدنيا ثم تجازون عليه، وذلك البعث والحساب والجزاء على الله سهل يسير.
8- فصدِّقوا بالله ورسوله، واهتدوا بالنور الذي أنزلناه إذ وضح لكم أن البعث آت لا ريب فيه، والله بما يصدر منكم من عمل تام العلم.

.تفسير الآيات (9- 14):

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}
9- يوم يجمعكم في يوم الجمع للأولين والآخرين يجازيكم على أعمالكم، ذلك يوم التغابن الذي يظهر فيه غُبْنَ الكافرين لانصرافهم عن الإيمان، وغبن المؤمنين المقصرين لتهاونهم في تحصيل الطاعات، ومَن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يذهب عنه سيئاته، ويدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ماكثين فيه أبداً. ذلك الجزاء هو الفوز العظيم
10- والذين جحدوا بالإيمان وكذَّبوا بمعجزاتنا التي أيدنا بها رسلنا، أولئك أصحاب النار ماكثين فيها، وساء المصير الذي صاروا إليه.
11- ما أصاب العبد من بلاء إلا بتقدير الله، ومن يُصدِّق بالله يَهْدِ قلبه إلى الرضا بما كان، والله بكل شيء تام العلم.
12- وأطيعوا الله فيما كلَّفكم به، وأطيعو الرسول فيما بلَّغ عن ربه، فإن أعرضتم عن هذه الطاعة فلن يضره إعراضكم، فإنما على رسولنا إبلاغكم الرسالة بلاغاً بيناً.
13- الله لا معبود- بحق- إلا هو، وعلى الله- وحده- فليعتمد المؤمنون في كل أمورهم.
14- يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم بما يصرفونكم عن طاعة الله لتحقيق رغباتهم، فكونوا منهم على حذر، وإن تتجاوزوا عن سيئاتهم التي تقبل العفو، وتُعرضوا عنها وتستروها عليهم يغفر الله لكم، فإن الله واسع المغفرة والرحمة.

.تفسير الآيات (15- 18):

{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
15- إنما أموالكم وأولادكم ابتلاء وامتحان، إن اغتررتم بهما فُتنتم، وإن شكرتم عليها أُجرتم، والله عنده أجر عظيم للشاكرين.
16- فابذلوا في تقوى الله جُهدكم وطاقتكم، واسمعوا مواعظه وأطيعوا أوامره، وأنفقوا مما رزقكم فيما أمر بالإنفاق فيه، وافعلوا خيراً لأنفسكم، ومَن يكفِهِ الله بخل نفسه وحرصها على المال فأولئك هم الفائزون بكل خير.
17- إن تنفقوا في وجوه البر إنفاقاً مخلصين فيه يُضاعف الله لكم ثواب ما أنفقتم، ويغفر لكم ما فرط من ذنوبكم، والله عظيم الشكر والمكافأة للمحسنين، حليم فلا يُعَجِّل بالعقوبة على مَن عصاه.
18- هو عالم كل ما غاب وما حضر، القوى القاهر، الحكيم في تدبير خلقه الذي يضع كل شيء موضعه.

.سورة الطلاق:

.تفسير الآيات (1- 2):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)}
1- يا أيها النبي إذا أردتم أن تُطلِّقوا النساء فطلّقوهن مستقبلاً لعدتهن، واضبطوا العدة، واتقوا الله ربكم. لا تخرجوا المطلقات من مساكنهن التي طلقن فيها، ولا يخرجن منها إلا أن يفعلن فعلة منكرة واضحة، تلك الأحكام المتقدمة معالم الله، شرعها لعباده، ومن يُجاوز حدود الله فقد ظلم نفسه. لا تدرى لعل الله يوجد بعد ذلك الطلاق أمراً لا تتوقعه، فيتحابان.
2- فإذا قاربت المطلقات نهاية عدتهن، فراجعوهن مع حُسن مُعاشرة، أو فارقوهن من غير مضارة، وأشهدوا على الرجعة والمفارقة صاحبى عدالة منكم. وأدّوا الشهادة على وجهها خالصة لله. ذلكم الذي أمرتم به يوعظ به مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومَن يخف الله فيقف عند أوامره ونواهيه يجعل له مخرجاً من كل ضيق.

.تفسير الآيات (3- 7):

{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)}
3- ويُهيِّئ له أسباب الرزق من حيث لا يخطر على باله، ومَن يُفوض إلى الله كل أموره فهو كافيه، إن الله بالغ مراده، منفذ مشيئته. قد جعل الله لكل شيء وقتاً لا يعدوه، وتقديراً لا يجاوزه.
4- والمعتدات من المطلقات اللائى يئسن من لمحيض لكبرهن، إن لم تعلموا كيف يعتددن، فعدتهن ثلاثة أشهر، واللائى لم يحضن عدتهن كذلك، وصواحب الحمل عدتهن أن يضعن حملهن، ومن يتق الله فينفذ أحكامه يُيسر الله له أموره.
5- ذلك التشريع أمر الله- لا غير- أنزله إليكم، ومن يتق الله بالمحافظة على أحكامه يمح عنه خطاياه، ويُعظم له الجزاء.
6- أسكنوا المعتدات بعض أماكن سكناكم، على قدر طاقتكم، ولا تلحقوا بهن ضرراً، لتضيقوا عليهن في السكنى. وإن كن ذوات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن، فإن أرضعت المطلقات لكم أولادكم فوفوهن أجورهن، وليأمر بعضكم بعضاً بما تُعورف عليه من سماحة وعدم تعنّت، وإن اختلف الرجل والمرأة فطلبت المرأة في أجرة الرضاع كثيرا ولم يجبها الرجل إلى ذلك أو بذل الرجل قليلاً ولم توافقه عليه فليسترضع غيرها.
7- لينفق صاحب بسطة في الرزق مما بسطه الله له، ومن ضُيِّق عليه رزقه فلينفق مما أعطاه الله، لا يكلف الله نفساً إلا ما أعطاها، سيجعل الله بعد ضيق فرجا.